للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه وانتفع الناس بعلمه وقصد بلده في آخر عمره فتوفي بها، أخبرني إسماعيل بن عيسى بن بقي الججاري عن أبيه خرج علينا الطلمنكي يومًا ونحن نقرأ عليه فقال: اقرءوا وأكثروا, فإني لا أتجاوز هذا العام؛ قلنا: لمه, يرحمك الله؟ قال: رأيت البارحة من ينشدني في النوم:

اغتنموا البر بشيخ ثوى ... يرحمه السوقة والصيد

قد ختم العمر بعيد مضى ... ليس له من بعده عيد

فتوفي في ذلك العام في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربعمائة. قال: كان زعرًا في إنكار المنكر فقام عليه طائفة من المخالفين وشهدوا عليه بأنه حروري يرى وضع السيف في صالحي الناس وكانوا خمسة عشر شاهدًا من الفقهاء والنبهاء, فنصره قاضي سرقسطة في عام خمس وعشرين وهو القاضي محمد بن عبد الله بن فربون "؟ " فأشهد على نفسه بإسقاط الشهود.

وتوفي معه في العام مقرئ بغداد أبو محمد الحسن بن علي بن الصقر البغدادي الكاتب عن أربع وتسعين سنة والأستاذ العلامة أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي بأسفرايين وكان يشتغل في سبعة عشر فنًّا، وشيخ الأندلس قاضي الجماعة أبو الوليد يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن الصفار القرطبي عن إحدى وتسعين سنة، ومقرئ مصر إسماعيل بن عمرو بن شداد الحداد.

أنبأنا عبد الله بن هارون الطائي أنا أحمد بن يزيد البقوي في كتابه عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم الحافظ أنا أحمد بن محمد الطلمنكي نا محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج نا محمد بن أيوب بن الصموت نا أحمد بن عمرو البزار نا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام نا أبي عن قتادة عن الأسود بن سريع عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "يعرض على الله الأصم والأحمق والهرم الذي مات في الفترة, فيقول الأصم: جاء الإسلام ولا أسمع شيئًا" ١ وذكر الحديث. هذا غريب منقطع. وجاء عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود، ولكن قتادة لم يلق الأحنف ولا سمع منه.

٩٩٥ القراب الحافظ الإمام محدث خراسان, أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن السرخسي ثم الهروي: له المصنفات الكبيرة الدالة على حفظه وسعة علمه، ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة, وسمع العباس بن


١ رواه أحمد في مسنده "٤/ ٢٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>