للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين * والحمد لله رب العالمين

نمقه خويدم الطلبة غنام بن

محمد النجدى الحنبلي

عفى عنه آمين

الحمد لله الذي أوضح سبيل الرشاد لمن اتخذه سبيلا * وألزم أهل الإخلاص كلمة التقوى إذ كانوا أحق بها وأهلها وما بدلوا تبديلا * فسبحان من أسعفهم في طلب مرضاته * والدعاء إلى جناته * ولم يشتروا بآياته ثمنا قليلا * وصلوته وسلامه على من أقام به على عباده الحجة * وأوضح به المحجة * وقطع به العذرة ولم يجعل لأحد أراد الوصول إليه على غير طريقه وصولا * وعلى آله وأصحابه الذين بذلوا نفوسهم في محبته ونصرته وصبروا على ذلك صبرا جميلا * وتابعيهم بالكشف عن سنته الغراء كل ملمة * الجالين عن أرجائها كل مدلهمة * من قام بهم الكتاب وبه قاموا فكم أحيوا لإبليس قتيلا * فلله ما تحمله المتحملون لأجله * ابتغاء لمرضاته وفضله * فأعقبهم الصبر على ذلك سرورا طويلا * (أما بعد) فقد اطلعت على هذه الرسالة * الخالية عن الإطناب والملالة * فوجدتها فريدة في بابها * متزينة لخطابها * مغنية لطلابها * صحيحة النسب * عالية المقدار والحسب * لا تبتغى من الخطاب إلا الأكفاء * ولا تزيع السر إلا لذوى الإصغاء * وحين سرحت طرف الطرف القاصر * وأعملت فكر الفكر الفاتر * في تأمل نبت رياضها الزواهر، ورويت بالكرع من غديرها الذاخر * تحققت أنها من غيث السما * وأنها من آثار من لم يورث دينارا ولا درهما * فشممت نور تلك الرياض فزال ما بي من العلة * وارتشفت من نواحي الغدير فبليت الغلة

وقلت

لما رأينا العابدينى لاح لنا * داعى إلى الله بأصدق أقوال

من ذا يجاريه في علاه وقد * ساعفته جيوش النصر والإقبال

فلله در يمين أعملت اليراع في تحبير طروسها * ولله فكر إمام كشف القناع عن وجه عروسها * حتى بدا حسنها للناظرين عيانا * وطأطأ أهل الفضل رؤسهم له إذعانا * وخجل أصحاب الفن حياء من بروزها، وفاز أهل الصدق بوصالها وحوزها * كيف لا وقد بين صحة النسب * وغاص لجة البحر فظفر بما طلب * فأطفا الله نار حاسديه * وأقام الحجة على معانديه * وخابت آمالهم من الصفقة الرابحة وباؤوا بأوزار الحرفة الفاضحة * ونودى على المائل * بقول القائل

<<  <  ج: ص:  >  >>