للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله وكفى. وسلام على عباده الذين اصطفى (وبعد) فيقول الفقير إلى عفو مولاه الحفى. محمد امين ابن عابدين الحنفى. هذه رسالة جمعتها لبيان قول القائل

ما يقول الفقيه ايده اللـ … ـه ولازال عنده الإحسان

في فتى علق الطلاق بشهر … قبل ما بعد قبله رمضان

فإن البيت الثاني ينشد على عدة اوجه والحكم فيها مختلف وهو من الالغاز العويصة. والخفيات الغويصة. وقد ذكره بعض علمائنا السادة الحنفية. في الكتب الفقية. فمنهم من اقتصر ومنهم من زاد. ومنهم من اجمل ومنهم من اوضح المراد. وقد رأيت لغير علمائنا زيادة على ما ذكروه. فأردت جمع جميع ما بينوه. راجيا من المولى تعالى خلوص النية. وبلوغ الامنية. وقد سميت هذه الرسالة بإتحاف الذكى النبيه. بجواب ما يقول الفقيه. فأقول وبالله أستعين في كل حين. قال الإمام العلامة خاتمة المحققين. الشيخ محمد كمال الدين الشهير بابن الهمام في شرحه على الهداية المسمى فتح القدير قبيل كنايات الطلاق. ومن مسائل قبل وبعد ما قيل منظوما

رجل علق الطلاق بشهر … قبل ما بعد قبله رمضان

وصورة ثلاث لأنَّه اما أن يكون جميع ما ذكر لفظ قبل أو جميعه بعد اوجمع بينهما ففي الجمع كالبيت يلغى قبل ببعد فيبقى شهر قبله رمضان فيقع في شوال وفى نحوه ثلاث صور أخرى وذلك لأنَّه لا يخلو من أنه إذا كرر لفظة قبل مرة واحدة أن يتخلل بينهما بعد كما في البيت وقد عرفت حكمه أو لا يتخلل بل يكون المذكور محض قبل نحو في شهر قبل ما قبل قبله رمضان فيقع في ذى الحجة ومن أنه إذا كرر لفظة بعد مرة واحدة أن يتخلل بينهما قبل قلب البيت وحكمه أن يلغى بعد بقبل فيبقى شهر بعده رمضان فيقع في شعبان او لا يتخلل بل المذكور محض بعد نحو في شهر بعد ما بعد بعده رمضان فيقع في جمادى الآخرة انتهى وقد نقله عنه العلامة الشيخ على بن غانم المقدسى في شرحه على نظم الكنز لابن الفصيح ثم قال وقد نظمت الجواب عن الكل بقولى

ذاك شهر بعد الصيام فإن جئـ … ـت بقلب فإنه شعبان

أو ببعد صرفا ثاني جمادي … أو بقبل شهر به القربان

<<  <  ج: ص:  >  >>