ابن عم أبيه يعطى نصيبه لابن عمه لكونه أقرب إليه من ابن ابن عم أبيه بعد تساويهما في الدرجة ولو كان له ابن اخ انزل منه بدرجة لا يعطى شيئًا لأن الواقف إنما شرط الاقربيه في الدرجة لا مطلقا فأعطاه ابن الأخ ترك للعمل بشرط الواقف لأن الواقف هكذا شرط (واما دعوى) أن غرض الواقف الدفع للاقرب وغرض الواقف يعمل به فذاك إذا ساعده اللفظ لا مطلقا وهنا اللفظ لا يساعده على أنه لو كان هذا غرض الواقف لم يشترط الدرجة بل كان يقول يدفع نصيبه للاقرب إلى المتوفى فالأقرب من أي درجة كان فلما خصص الأقرب بكونه من أهل الدرجة علمنا أنه لم يرد مطلق الأقرب بل أراد الأقرب الخاص وهذا مما لا يخفى على أحد (واما دعوى) أن القرابة لا يدخل فيها الا ذو الرحم المحرم عند أبي حنيفة فهى مسلمة ولكن ليس في صورة السؤال الذى سئل هو عنه لفظ القرابة ولا في سؤالنا أيضًا وإنما فيهما العود إلى الدرجة الأقرب فالأقرب ولفظ الأقرب لا يختص بالقرابة الا ترى أن لفظ القرابة لا يدخل فيه الاصول والفروع فإذا وقف على قرابته وله اب أو ابن لا يدخل فيه كما نص عليه في وقف الخصاف والاسعاف والذخيرة وعامة كتب المذهب (قال) في الذخيرة لقوله تعالى الوصية للوالدين والاقربين عطف القريب على الوالد والشيء لا يعطف على نفسه ولان اسم القريب ينبئ عن القرب وبين الوالدين والمولودين بعضية تنبئ عن الاتحاد دون القرب انتهى (ثم) قال وإذا وقف على أقرب الناس منه وله ابن أو اب دخل تحت الوقف الابن لانه أقرب الناس إليه ولو وقف على أقرب الناس من قرابته لا يدخل تحت الوقف لأنَّه اعتبر الأقرب من قرابته وابنه وابوه ليسا من قرابته وفى الأول اعتبر الأقرب إليه والابن أقرب إليه انتهى ومثله في الاسعاف وغيره فقد علم بهذا أن لفظ الأقرب ليس بمعنى لفظ القرابة فما استشهد به الخير الرملى على مدعاه لا يدل له بوجه أصلا (فإن قلت) ان ما ذكرته يدل على أن لفظ الأقرب لا يدخل فيه الوالد والولد ويمكن أن يكون خاصا بالرحم المحرم كما قال الخيرى (قلت) ان الخيرى لم ينقل أن الأقرب خاص بالرحم المحرم بل نقل ذلك في لفظ القرابة فعلمنا أنه قاس لفظ الأقرب على لفظ القرابة وقد علمت تغايرهما وانهما ليسا بمعنى واحد على أنه صرح في شرح درر البحار وشرح المجمع الملكي عن الحقائق أنه لو ذكر مع لفظ اقربائي وارحامي الأقرب فالأقرب لا يعتبر الجمع اتفاقا لأن الأقرب اسم فرد خرج تفسيرا للأول ويدخل فيه المحرم وغيره ولكن يقدم الأقرب لصريح شرطه انتهى (فهذا) صريح فيما قلناه وبه يعلم أن الخير الرملى سبق نظره في ذلك وإن تبعه من تبعه