حتى لا يقوم بكلامى ميزان * بعد ما سمعته من البيان * الذي لا يخفى على من له أدنى انصاف واذعان * لكونه منصوص اساطين العلماء الأعلام * الذين ازاح اللّه بانوارهم الظلام * واما عبارة الدر المختار * وكذا بقية عبارات الأئمة الاخيار * فقد افصحت عما في مقالته هذه من العوار * ودمرت جميع ما انت عليه باذن ربها أي دمار (واما) قوله لاشك أن التصحيح فيها مختلف * فنقول نعم عند من لا يفرق بين المختلف والمؤتلف * ولا يعرف معنى الصحيح والضعيف * ويعتقدان كل مستدير رغيف * ومن هذه شأنه لا يعتبر بشكه واعتقاده * ولا بإصداره وايراده (فقد) قالوا ان معرفة راجح المختلف فيه من مرجوحه ومراتبه قوة وضعفا * هو نهاية آمال المشمرين في تحصيل العلم دون الضعفا (وبهذا) ظهر لك أن تعجبه صادر من نفسه عليها وما انشده من البيت متوجه إليها * اذ قد بان من هو صاحب الفهم السقيم * والاحق بالتعنيف والتلويم * ومن يسعى إلى الهيجا بغير سلاح فإن دمه يراق ويستباح
شعر
يا سالكابين الاسنة والقنا * انى اشم عليك رائحة الدم
وإن السيف اقطع ما يكون اذا هز * والجواد اسرع ما يكون إذا لز * ولكن الأولى أن احبس العنان * واغمد حدى السيف واللسان * واعدل عن نار القرى* إلى نار القرى * واضرب عما يستحقه ذلك القائل صفحا * لنعقد ولو على رأى العامرية صلحا * فلعل من خطأ ابن اخت امه * بنى ذلك على حسب فهمه * لا قصدا منه إلى اخفاء الحق الابلج * واظهار الباطل المسمهج
شعر
ولست بمستبق اخا لا تمله * على شعث أي الرجال المهذب
وليس ذلك من باب الطعن والوقيعة * وإنما هو لتعرف المغتر بنفسه وصون احكام الشريعة * ويرحم الله تعالى الشيخ خير الدين حيث قال في الجواب سؤال رد فيه على بعض معاصريه * مع كونه ممن يماثله ويضاهيه
وما رمت ذما للمجيب وإنما … خشيت اقتحاما في قضاء محرم
وكيف واحكام الشريعة واجب … صيانتها من كل دخن مذمم
(وقد) آن أن احبس عنان القلم عن الجريان * في حومة ميدان البيان بعدما بان فجر الحق وانتشر في آفاقه * وتمزق ثوب ليل الباطل البهيم من اطواقه * راجيا منه سبحانه أن ينزع ما في القلوب من غل ويجعل قصدنا اظهار الحق ويجمعنا في حظيرة قدسه في ارفع محل وان يعفو عن عثراتنا