على اغا مان في ذمته لروفائيل وهو لم يدعى بذلك بل ادعى وديعة سابقة على الإبراء العام فلا تسمع دعواه بها نعم في دلالة العبارة على هذا المعنى خفاء ولكن هذا الجواب غير محتاج إليه لان الواقع ان على اغا أقر لورثة إبراهيم أفندي لا لروفائيل وقد علمت ان روفائيل ليس خصما في اثبات هذا المبلغ المقربه للورثة المذكورين وإن دعواه به غير صحيحة لكونه فضوليا في الدعوى لان المقر لهم لم يدعوا به على ورثة المقر ولم يوكلوا المدعى بالدعوى بل ادعوا عليه ان لهم عنده وديعة فاقر بها وادعى انه دفعها لعلى اغا فضمنوه الوديعة بإقراره المذكور ولا شك ان الإقرار حجة قاصرة على المقر ولم تصبح منه الدعوى على ورثة على اغا بتسليم الوديعة إليه للابراء العام الصادر منه لعلى اغا لدى بينة شرعية ولا سيما وقد حكم به الحاكم الشرعي ومنع روفائيل من دعواه الوديعة فلا تسمع دعواه ثانيا (قال في الأشباه) المقضى عليه في حادثة لا تسمع دعواه ولا بينته إلا إذا ادعى تلقى الملك من المدعى أو النتاج أو برهن على ابطال القضاء كما ذكره العمادي والدفع بعد القضاء بواحد مما ذكر صحيح وينتقض القضاء انتهى ولا شك ان دعواه الثانية ليست بواحدة مما ذكر بل هي دعوى باطلة غير مرضية * لا صحة لها بوجه من الوجوه الشرعية كما قررناه* واوضحناه وحررناه * وإذا كانت هذه الدعوى من المقضى عليه باطلة كيف يسوع سماعها ويقبل* فضلا عن الحكم بها ونقض الحكم الأول* فقد ظهر ظهور الشمس * بلا خفاء ولا لبس * ان الحكم الثاني غير صحيح* كما دل عليه النقل الصريح * الذي لا شبهة فيه* ولا مطعن يعتريه* والله ﷾ اعلم بالصواب* واليه المرجع والمآب* وقد نجزت هذه العجالة الجليلة* في اوقات قليلة * ليلة الخميس السابع من ذى الحجة الحرام الذي هو ختام عام سنة إحدى وخمسين ومائتين والف* من هجرة من تم به الالف* وزال به الشقاق والخلف * صلى الله تعالى عليه وعلى آله الكرام* واصحابه العظام الذين نرجو باتباعهم حسن الختام