كما تقول واستمر ذلك أو واستمر ما ذكرته (ومنها) قولهم ومن ثم وهى في الأصل موضوعة للمكان البعيد وإذا وقعت في عباراتهم يقولون ومن هناك أو من هنا أي من اجل ذلك كان كذا فإذا فسروها بهناك ففيه تجوز من جهة واحدة وهى استعمالها في المكان المجازى وإذا فسروها بهنا ففيه تجوزان (الأول) وكونها في القريب ولكن الجمع بين تفسيرها بهنا القريب وبين قولهم أي من اجل ذلك كما وقع للعلامة الجلال المحلى في شرحه على جمع الجوامع فيه منافاة لان ذلك من اشارات البعيد اللهم إلا ان يقال استعمل هنا في البعيد مجازا وذلك في القريب كذلك أو يقال كما قال بعضهم اشار اولا بهنا إلى قرب المشار إليه لقرب محله وما فهم منه (وثانيا) بذلك إلى بعده باعتبار ان المعنى غير مدرك حسا فكأنه بعيد) وفي شرح التسهيل للدماميني ما نصه وانظر في قول العلماء ومن ثم كان كذا هل معناه معنى هنالك أي التي للبعد أو معنى هنا التي للقرب والظاهر هو الثاني انتهى * ثم مما ينبغي التأمل في علاقة هذا المجاز وفي قرينته ويمكن ان تجعل العلاقة المشابهة فإن المعنى محل للفكر وحده إليه بملاحظته المرة بعد الأخرى كما ان المكان محل للجسم والتردد إليه باثباته المرة بعد الأخرى أو الإشارة للالفاظ فأنها محل للمعنى كما ان المكان محل المجسم والقرينة استحالة كون المعنى أو الالفاظ مكانا حقيقيا وقال بعضهم في قول ابن الحاجب ومن ثم اختلف في رحمن قوله ومن ثم الإشارة إلى المكان الاعتباري كأنه شبه الاختلاف المذكور في شرط تأثير الألف والنون انه انتفاء فعلانة أو وجود فعلى بالمكان في ان كلا منهما منشأ أمر إذا المكان منشاء النباتات والاختلاف المذكور منشأ اختلاف اخر وهو الاختلاف في صرف رحمن فجعل الاختلاف المذكور من افراد المكان ادعاء ثم شبه المكان الاعتبارى بالمكان الحقيقى لاشتراكهما في المكانية فذكر اللفظ الموضوع للمكان انتهى (ومنها) قولهم أيضا هو مصدر آض يئيض واصل آض ايض كباع تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت الفا واصل يئيض ييئض بزنة يفعل نقلت حركة الياء إلى الهمزة واما اعرابه فذكر ابن هشام في رسالة تعرض فيها للمسئلة ان جماعة توهموا ان منصوب على الحال من ضمير قال وإن التقدير وقال أيضا أي راجعا إلى القول وهذا لا يحسن تقديره إلا إذا كان هذا القول صدر من القائل بعد صدور القول السابق له وليس ذلك بشرط بل تقول قلت اليوم كذا وقلته امس أيضا وكتبت اليوم وكتبت امس أيضا قال والذي يظهر لى انه مفعول مطلق حذف عامله أو حال حذف عاملها وضاحبها أي ارجع إلى الاخبار رجوعا ولا اقتصر على ما قدمت أو اخبر راجعا فهذا هو