واصابته غيرة فقالت لها كفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي اخرجنى فدخل البيت فإذا حية عظيمة منطوية على الفراش فاهوى إليها بالرمح فانتظمها به. ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما ندرى ايهما كان اسرع موتا الحية أو الفتى قال فجئنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فذكرنا ذلك له وقلنا ادع الله ان يحييه فقال استغفروا لصاحبكم ثم قال ان بالمدينة جنا قد اسلموا فإذا رأيتم منهم شيئًا فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدالكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان أخرجه مسلم ومالك وأبو داود والترمذى * هذا وللعلامة ابن حجر الهيثمي كلام طويل في الجن ذكره في الفتاوى الحديثية ولنذكر نبذة منه قال. قال القاضي أبو يعلى الجن اجسام مؤلفة واشخاص ممثلة ويجوز كونها رقيقة وكثيفة خلافا لزعم المعتزلة رقتها ولذلك لا تراها وقال الباقلاني انما رآهم من رآهم لانهم اجسام مؤلفة وجئت واخرج ابن أبي الدنيا والحكيم الترمذى وأبو الشيخ وابن مردويه انه صلى الله تعالى عليه وسلم قال خلق الله الجن ثلاثة اصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواء وصنف عليهم الحساب والعقاب قال السهيلي والصنف الثالث هو الذي لا يأكل ولا يشرب ان صح ان الجن لا تأكل ولا تشرب قال القاضي أبو يعلى ولا طريق للشياطين على النقل في الصور المختلفة وكذا الملائكة إلا بان يعلمه الله تعالى قولا أو فعلا إذا اتى به نقله من صورة إلى صورة أخرى لان تصويره لنفسه محال لان انتقالها من صورة إلى أخرى انما يكون بنقض البنية وتفريق الاجزاء وإذا انتقلت بطلت الحياة واستعمال وقوع الفعل من الجملة فكيف تنتقل وعلى هذا يحمل ما جاء ان إبليس تصور في صورة سراقة وجبريل تمثل في صورة دحية * ولما ذكر عند عمر الغيلاني قال ان أحد إلا يستطيع ان يتغير عن صورته التي خلقه الله عليها ولكن لهم سحرة كسحرتكم فإذا رأيتم من ذلك شيئا فاذنوا قال القاضي أبو يعلى الجن يأكلون ويشربون ويتناكحون كالانس وظاهر العمومات ان جميعهم كذلك وهو رأى قوم ثم قال بعضهم اكلهم وشربهم شم واستراح ولا مضغ وهذا لا دليل عليه. وقال الاكثر بل مضغ وبلع واخرج ابن جريج عن وهب انهم اجناس فأما خالصهم فمنهم ريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يموتون ولا يتوالدون ومنهم اجناس يأكلون ويشربون ويتناكحون ويموتون وهى هذه التي منها السعالى والغول واشباه ذلك * وصح عن ابن مسعود انه انطلق مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حتى إذا كان ابا على مكة فخط له خطا واجلسه فيه ثم افتح صلى الله تعالى عليه وسلم القرآن فغشيه اسودة كثيرة حالوا بينهما حتى لم يسمع صوتة ثم تفرقوا عنه كقطع السحاب وفرغ صلى الله تعالى