اصواتا ويقتبسون منهم فوائد ثم يترقى في الحال من مشاهدة الصور والامثال إلى درجات يضيق عنها نطاق الناطق (و) قال تلميذه الامام أبو بكر بن العربي المالكي ورؤية الأنبياء والملائكة وسماع كلامهم ممكن للمؤمن كرامة وللكافر عقوبة (و) في المدخل لابن الحاج رؤيته صلى الله تعالى عليه وسلم باب ضيق وقل من يقع له ذلك الامن كان على صفة عزيز وجودها في هذا الزمان بل عدمت غالبا مع أننا لا ننكر من يقع له هذا من الاكابر الذين حفظهم الله تعالى في ظواهرهم وبواطنهم قال البازرى وقد سمع من جماعة من الأولياء في زماننا وقبله انهم رأوا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يقظة حيا بعد وفاته انتهى وتمام هذا البحث هناك مع بيان بعض من وقع له ذلك من الأولياء المكرمين رضى الله تعالى عنهم اجمعين (الفصل الثالث) في السحر واقسامه واحكامه قال في شرح المقاصد السحر امر خارق للعادة من نفس شريرة خبيثة بمباشرة اعمال مخصوصة يجرى فيها التعلم والتلمذ وبهذين الاعتبارين تفارق المعجزة والكرامة وبإنه لا يكون بحسب اقتراح المعترضين وبانه يختص بالازمنة أو الامكنة أو الشرائط وبانه يتصدى لمعارضته ويبذل الجهد في الإتيان بمثله وبإن صاحبه ربما يتعلق بالفسق ويتصف بالرجس في الظاهر والباطن والخزى في الدنيا والآخرة إلى غير ذلك من وجوه مفارقة (و) هو عند أهل الحق جائز عقلا (١) ثابت سمعا وكذا الإصابة بالعين وقالت المعتزلة بل هو مجرد اراءة ما لا حقيقة له بمنزلة الشعبذة التي سببها خفة حركات اليد واخفاء وجه الحيلة فيه انتهى (وفى) الفتاوى الحديثية واما الفرق بين الكرامة والسحر فهو ان الخارق الغير المقترن بتحدى النبوة أن ظهر على يد صالح وهو القائم بحقوق الله تعالى وحقوق خلقه فهو الكرامة أو على يد من ليس كذلك فهو السحر والاستدراج قال امام الحرمين وليس ذلك مقتضى العقل ولكنه متلقى من اجماع العلماء انتهى. وتمييز الصالح المذكور من غيره بين لا خفاء فيه إذ ليست السيماء كالسيماء ولا الأدب كالاداب وغير الصالح لو لبس (بتشديد الباء الموحدة) ما عسى ان يلبس لابد ان يرشح من نتن فعله أو قوله ما يميزه عن الصالح * ومن ثمة ناظر صوفى برهميا وللبرهمية قوة تظهر لهم خوارق ازيد الرياضات فطار البرهمي في الجو فارتفعت إليه نعل ولم تضرب رأسه وتصفعه حتى وقع على الأرض منكسا على رأسه بين يدى الشيخ والناس ينظرون ثم ذكر عن جماعات من الأولياء نحو ذلك (واما) حكم السحر