للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليوفق بينهما انتهى كذا في شرح ابن عبد الرزاق على الدر المختار (اقول) وقد ذكرت في حاشيتي التي سميتها رد المختار على الدر المختار ان في الاخير نظرا لما ورد في الحديث من النهي عن الدولة بوزن عنبة وهي ما يفعل ليحب المرأة إلى زوجها وقد نص قاضي خان على حرمتها وعلله ابن وهبان بأنه ضرب من السحر قال ابن الشحنة ومقتضاه انه ليس مجرد كتابه آيات بل فيه شيء زائد انتهى (وفى) الزواجر عن اقتراف الكبائر ثم السحر على اقسام اولها سحر عبدة الكواكب وهم ثلاث فرق (الأولى) الذين يزعمون ان الافلاك والكواكب واجبة الوجود لذواتها وأنها غنية عن موجود ومدبر وهى المدبرة لعالم الكون والفساد وهم الصابئية الدهرية (والثانية) القائلون بآلهية الافلاك زاعمون انها هي المؤثرة الحوادث باستدارتها وتحركها فعبدوها وعظموها واتخذوا لكل واحد منها هيكلا مخصوصا وصنما معينا واشتغلوا بخدمتها وهذا دين عبدة الاصنام والأوثان (والثانية) اثبتوا لهذه النجوم والا فلاك فاعلا مختارا أوجدها بعد العدم إلا انه تعالى اعطاها قوة غالبة نافذة في هذا العالم وفوض تدبيره إليها (النوع الثاني) سحر أصحاب أهل الاوهام والنفوس القوية أي الذين يزعمون ان الإنسان تبالغ روحه بالتصفية في القوة والتأثير إلى حيث يقدر على الايجاد والاعدام والا حياء والامانة وتغيير البنية والشكل (الثالث) الاستعانة بالارواح الارضية أي المسمى بالعزائم وتسخير الجن (الرابع) التخيلات والاخذ بالعيون (الخامس) الاعمال العجيبة التي تظهر من تركيب الآلات على النسب الهندسية مثل صورة فرس في يده بوق إذا مضت ساعة من النهار صوت البوق من غير ان يمسه أحد (السادس) الاستعانة بخواص الادوية المبلدة والمزيلة للعقل ونحوها (السابع) تعليق القلب وهوان يدعى إنسان انه يعرف الاسم الاعظم وإن الجن تطيعه وينقادون له فإذا كان السامع ضعيف العقل قليل التمييز اعتقد انه حق وتعلق قلبه بذلك وحصل في نفسه نوع من الرعب والخوف فحينئذ يتمكن الساحر من ان يفعل فيه ما شاء (و) انكر المعتزلة الانواع الثلاثة الأول قيل ولعلهم كفروا من قال بها وبوجودها (و) اما أهل السنة فجوزوا الكل وقدرة الساحر على ان يطير في الهواء وإن يقلب الإنسان جارا والحمار انسانا وغير ذلك من أنواع الشعوذة لا انهم قالوا ان الله تعالى هو الخالق لهذه الاشياء عند القاء الساحر كلماته المعينة ويدل على ذلك قوله تعالى (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) واختلف العلماء في الساحر هل يكفر اولا وليس من محل الخلاف

<<  <   >  >>