النوعان الاولان من أنواع السحر السبعة إذ لا نزاع في كفر اعتقد ان الكواكب مؤثرة لهذا العالم اوان الإنسان يصل بالتصفية إلى ان تصير نفسه مؤثرة في ايجاد جسم أو حياته أو تغيير شكل (و) أما النوع الثالث وهو ان يعتقد الساحر أنه بلغ في التصفية وقراءة الرقى وتدخين بعض الادوية إلى ان الجن تطيعه في تغيير البنية والشكل فالمعتزلة كفروه دون غيرهم (و) اما بقية انواعه فقال جماعة انها كفر مطلقا لان اليهود لما أضافوا السحر إلى سليمان صلى الله تعالى على نبينا وعليه وسلم قال تعالى تنزيها عنه (وما كفر سليمان ولكن الشياطن كفروا يعلمون الناس السحر) فظاهر هذا انهم كفروا بتعليمهم السحر لان ترتيب الحكم على الوصف المناسب يشعر بعليته وتعليم ما لا يكون كفرا لا يوجب الكفر وهذا يقتضى ان السحر على الاطلاق كفر (و) اجاب القائلون بعدم الكفر كالشافعى واصحابه بإن حكاية الحال يكفى في صدقها صورة واحدة فيحمل على سحر من اعتقد الاهية النجوم وايضا فلا نسلم ان ذلك فيه ترتيب حكم على وصنف يقتضى اشعاره بالعلية لان المعنى انهم كفروا وهم مع ذلك يعلمون السحر انتهى ما في الزواجر ملخصا (ثم) ذكره ان النوع الثالث وما بعده ان اعتقد ان فعله مباح قتل لكفر. لا تحليل المحرم المجمع على تحريمه المعلوم من الدين بالضرورة كفر وإن اعتقد انه حرام فعند الشافعي انه جناية وعند أبي حنيفة ان الساحر يقتل مطلقا لسعيه في الأرض بالفساد انتهى (وقد) ذكر هذه الاقسام العلامة المحقق المفتى أبو السعود افندى العمادي في تفسيره وفصل في النوع الثالث الذي خالف فيه المعتزلة تفصيلا حسنا وفق به بين القولين حيث قال ولعل التحقيق ان ذلك الإنسان ان كان خيرا (بتشديد الياء المثناه) متشرعا في كل ما يأتي ويذر وكان من يستعين به من الارواح الخيرة وكانت عزائمه ورقاه غير مخالفة للاحكام الشريفة الشرعية ولم يكن فيما ظهر بيده من الخوارق ضرر شرعى لاحد فليس ذلك من قبيل السحروإن كان شريرا غير متمسك بالشريعة الشريفة فظاهر ان من يستعين به من الارواح الخبيثة الشريرة لا محالة ضرورة امتناع تحقق التضام والتعاون بينهما من غير اشتراك في الخبث والشرارة فيكون كافرا قطعا انتهى (والحاصل) ان السحر حرام مطلقا بأنواعه وإن القول بأنه كفر مطلقا خطأ ما لم يتضمن اعتقادا مكفرا كما مر عن امام الهدى الماتريدى وعن فتح القدير وغيره (و) مثله ما قاله الامام القرافي من الأئمة المالكية ان السحرة يعتمدون أشياء تأبى قواعد الشرعية ان نكفرهم بها لجمع عقاقير يجعلونها