في الانهار والابار أو في قبور الموتى أو في باب يفتح إلى الشرق ويعتقدون ان الآثار تحدث عن تلك الأمور بخواص نفوسهم التي طبعها الله تعالى على الربط بينها وبين تلك الآثار عند صدق العزم فلا يمكننا نكفرهم بذلك لانهم جربوا ذلك فوجدوه لا يحرم عليهم لأجل خواص نفوسهم فكان ذلك كاعتقاد الاطبا عند شرب الادوية وخواص النفوس لا يمكن التكفير بها لأنها ليست من كسبهم ولا كفر بغير مكتسب واما اعتقادهم ان الكواكب تفعل ذلك بقدرة الله تعالى فهذا خطأ لأنها لا تفعل ذلك وإنما جاءت الآثار من خواص نفوسهم التي ربط الله تعالى بها تلك الآثار عند ذلك الاعتقاد والذي لا مرية في انه كفر اعتقاد ان الكواكب مستقلة بنفسها لا تحتاج إلى الله تعالى فهذا مذهب الصابئة وهو كفر صراح انتهى ملخصا (تنبيه) قد ظهر لك بما قررناه. ونقلناه عن الأئمة وحررناه بطلان ما زعمه ذلك الحاسد المعاند من اطلاقه القول بتكفير الساحر وجزمه بإن تسخير الجن والعفاريت موجب للكفر فانك قد علمت من كلام امام الهدى وغيره ان تكفير الساحر مطلقا خطأ ما لم يكن فيه رد لما لزم في شرط الايمان وح فإذا ثبت على شخص ادعاؤه تسخير الجن يسأل عن حقيقته فإن فسر ذلك بما فيه كفر من قول أو فعل أو اعتقاد تحكم بكفره والا فلا يكون كافرا إلا على قول المعتزلة كما علمته من كلام الزواجر في بيان حكم النوع الثالث من الانواع السبعة وعلمت التوفيق ومثل هذا يقال في دعوى ربط الجان والعفاريت وقتلهم فإنه ليس بكفر ما لم يقترن بمكفر وقد مر في كلام الاشباه والنظائر انه لا يجوز قتل الجنى بغير حق كالأنسي وهذا صريح في انه يمكن قتل الجنى وإن قتله بحق جائز شرعا فقول ذلك الحاسد ان ذلك موجب للكفر بلا مرية. هو كذب وفرية لانه لا يكون كفرا ما لم يقترن بمكفر كما قررناه ومن الخطأ أيضا قوله ان ذلك متضمن لا دعاء ما هو خاص بنبي الله سليمان ﵇ للآية وفيه ادعاء الاستعلاء على الانبياء عليهم الصلاة والسلام لاسيما نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم حيث قال (ان عفريتا من الجن نقلت على البارحة ليقطع على الصلاة فامكننى الله تعالى منه فأخذته فأردت ان اربطه على سارية من سوارى المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة اخى سليمان (رب هب لى ملكا لا ينبغي لاحد من بعدى) فرددته خاسئا) متفق عليه كذا في المشكاة قال في الفتح وفيه إشارة إلى انه صلى الله تعالى عليه وسلم يقدر على ذلك إلا انه تركه رعاية لسليمان ﵇ ويحتمل ان تكون خصوصية سليمان استخدام الجن في جميع ما يريده لا في هذا القدر فقط