ذى نفس شريرة خبيثة كان سحرا وهذا فرق باعتبار الظاهر وثم فرق باعتبار الباطن ونفس الأمر وهو ان السحر كالسيميا والهيميا يكون بخواص ارضية أو سماوية وكالطلسمات يكون بنقش أسماء خاصة لها تعلق بالافلاك والكواكب على زعمهم وكالعزائم والاستخدامات يكون بتلاوة أسماء خاصة تعظمها ملوك الجان مع بتخيرات وهيئات معلومة غالبها مكفرة وكل ذلك اسباب عادية جرت عادة الله تعالى بترتب مسبباتها عليها لكنها خفية لم تظهر إلا لقليل من الناس فهي في الحقيقة ليس فيها شيء خارق للعادة إلا من حيث الظاهر اما في نفس الأمر فلا لارتباطها بأسبابها الخفية كالحشائش التي يعمل منها النفط التي تحرق الحصون وكالدهن الذي من ادهن به لم يقطع فيه حديد ولا تؤثر فيه النار ونحو ذلك بخلاف المعجزة والكرامة فإنه ليس في الحشائش والادهان وغيرها ما يقدر فيه الإنسان على قطع المسافة البعيدة في زمن يسير أو على المشى على وجه الماء أو على احياء الموتى وفلق البحر ونحو ذلك مما هو معجزة أو كرامة تظهر بمجرد خلق الله تعالى بلا استعمال اسباب معدة لذلك وقدمنا اول هذا الفصل عن شرح المقاصد وجوها آخر فارقة بين السحر وغيره وكذا حكاية الصوفى مع البرهمي واما إذا ظهر ذلك الخارق على يد أحد من عوام المؤمنين فإنه يسمى معونة كما مر في الفصل الأول (فإذا علمت) ذلك ظهر لك ان ما نسبه هذا الحاسد إلى حضرة مولانا خالد كرامة له عظيمة ومنحة جسيمة اشاعها عنه الحاسد بلسانه لمن لا يعلمها ولو عقل لكان يسترها ويكتمها ولله در القائل:
وإذا أراد الله نشر فضيلة … طويت اناح لها لسان حسود
فإن مما لا يشك فيه عاقل ولا يجحده إلا المعاند الجاهل ان حضرة مولانا خالد قد ارغم الله به انف الحاسد حيث حاز اسنى المقامات في اتباع الشريعة ووصل إلى اعلا منازلها الرفيعة وشهد بذلك طلعته الوسيمه وعقيدته السليمه ودأبه على ارشاد العباد ورسوخ حبه في قلوب عامة أهل البلاد واستقامة أحوال خلفائه ومريديه وخذلان اعدائه وحاسديه وهذا اعدل شاهد عند ذوى المقامات على انه من أهل الكرامات وإن كان هو لا يدعى ذلك تواضعا. ويراه من نفسه ممتنعا. فقد سمعته مرة يقول اعوذ بالله ان اكون ممن يدعى الكرامات. بل انا من كلاب السادات ذوى المقامات. وهذا مقام ذوى العرفان من أهل الشهود والإحسان كلما علا مقام احدهم وارتفع خفض نفسه واتضع ثم الله سبحانه يرفعه ويؤيده ويشتت شمل عدوه ويبدده