للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٨ - الوضوء قبل الدعاء (١).

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: لما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاسٍ، فلقي دُريد بن الصمة فقتل دريدٌ وهزم الله أصحابه. قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر فرمي أبو عامر في ركبته. رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته فانتهيت إليه، فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولَّى فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي ألا تثبت فكف. فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك قال: فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء قال: يا ابن أخي اقرئ النبي السلام، وقل له: استغفر لي. واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرًا ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته على سرير مُرْمَلٍ وعليه فراشٌ قد أثَّر رمال السرير في ظهره وجنبه. فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقال: قل له استغفر لي، فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: "اللهم اغفر لعبيد أبي عامر" ورأيت بياض إبطيه ثم قال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس" فقلت: ولي، فاستغفر فقال: "اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً" (٢).

١٩ - البكاء في الدعاء.

عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه -: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ


(١) الوضوء قبل الدعاء مستحب. وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل أحيانه فالدعاء -وهذه الحال- جائز للجنب -لكنه لا يقرأ شيئاً من القرآن حتى يغتسل.
(٢) أخرجه البخاري ٥/ ١٠١ ومسلم ٤/ ١٩٤٣ وانظر الفتح فهناك فوائد ٨/ ٤٢.

<<  <   >  >>