للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النواس - رضي الله عنه - عند مسلم أيضاً، وإعلال أحاديث الباب بمثل هذا مما جرى به عمل الأئمة الحذاق، صيارفة نقد الأحاديث، وأطباء العلل.

قال ابن عراق: «وقد صح الحديث في العصمة من الدجال بحفظ بعض سورة الكهف من غير تقييد بيوم الجمعة، رواه مسلم من حديث أبي الدرداء، فالمستنكر من الحديث ما سوى ذلك، والله أعلم» (١).

١٠ - لم أقف - حسب جهدي - على شيء موقوف عن الصحابة - رضي الله عنهم - يفيد العمل بمدلول الحديث يوم الجمعة، وقد تأملت وراجعت ما كانوا يعملونه ويعتنون به في هذا اليوم فلم أقف على ما يفيد عنهم هذا العمل، ومثله لو كان لا يخفي، بل الهمم والدواعي متوافرة على نقله.

١١ - لم أقف على خلاف بين أهل العلم في القول بمشروعية قراءة السورة يوم الجمعة، وأول من وقفت له على قول بمدلول الأحاديث الإمام الشافعي رحمه الله، ولعل من بعده تابعه عليه، وحجة أكثرهم: أن الحديث، وإن قيل بوقفه على أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، فمثله لا يقال بالرأي.

وهذا بناء منهم: على ثبوت لفظ الجمعة في الحديث، وفيه ما سبق.


(١) تنزيه الشريعة (١/ ٣٠٢).

<<  <   >  >>