المحدثات على وجه العموم من غير استثناء شيء منها وما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه وصف المحدثات بالشر والضلالة من غير استثناء شيء منها وأنه - صلى الله عليه وسلم - قال:«كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»، وما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وفي رواية: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، وما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«من رغب عن سنتي فليس مني» وإما أن يكون عالمًا بهذه الأحاديث وببعضها ولكنه لم يبال بها ولم يقم لها وزنًا وما أعظم هذا الأمر وأشد خرطه كما أن الأمر الأول قبيح جدًا ممن ينتسب إلى العلم، ولا محيد للرفاعي من أحد هذين الأمرين الذميمين فليختر لنفسه ما يناسبه منهما.
الوجه الثاني: أن يقال إن ثناء ابن كثير والأسيوطي وغيرهما على سلطان إربل معارض بكلام ياقوت الحموي فيه وهو من معاصريه وقد مات قبله بأربع سنين، وقد دخل ياقوت مدينة إربل واطلع على أحوال سلطانها وغيره من أكابر أهلها، وقد ذكرها في كتابه «معجم البلدان» وذكر سلطانها الملك المظفر كوكبري وقال فيه ما نصه وطباع هذا أمير مختلفة متضادة فإنه كثير الظلم عسوف بالرعية راغب في أخذ الأموال من غير وجهها وهو مع ذلك مفضل على الفقراء كثير الصدقات على الغرباء يسير الأموال الجمة الوافرة يستفك بها الأسارى من أيدي الكفار،
وفي ذلك يقول الشاعر:
كساعية للخير من كسب فرجها ... لك الويل لا تزني ولا تتصدقي