للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولملئت منهم رعبًا. يقول: ولملئت نفسك من إطلاعك عليهم فزعًا لما كان الله ألبسهم من الهيبة؛ كي لا يصل إليهم واصل، ولا تلمسهم يد لامس حتى يبلغ الكتاب فيهم أجله، وتوقظهم من رقدتهم قدرته وسلطانه في الوقت الذي أراد أن يجعلهم عبرة لمن شاء من خلقه، وآية لمن أراد الاحتجاج بهم عليهم من عباده ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها انتهى.

وقال ابن الجوزي في تفسير قوله تعالى: {وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} أي فزعًا وخوفًا وذلك أن الله منعهم بالرعب؛ لئلا يدخل إليهم أحد، وقيل إنها طالت شعورهم وأظفارهم جدًا فلذلك كان الرائي لهم لو رآهم هرب مرعوبًا حكاه الزجاج انتهى.

وقال الزمخشري في الكلام على قوله تعالى: {وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}، وهو الخوف الذي يرعب الصدر أي يملؤه، وذلك لما ألبسهم الله من الهيبة. وقيل لطول أظفارهم وشعورهم، وعظم أجرامهم، وقيل لوحشة مكانهم انتهى.

وقال البغوي في الكلام على قوله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا} لما ألبسهم الله من الهيبة حتى لا يصل إليهم أحد حتى يبلغ الكتاب أجله، فيوقظهم الله تعالى من

<<  <   >  >>