فصل: ادعائه أن الدين المعاملة والأخلاق لا اللحية فقط؛ ولأن القسس والأحبار والرهبان في هذا الزمان كلهم ملتحون
وقال صاحب المقال الباطل: في هذه الأيام برز جيل من الملتحين لا يعرفون أن الدين المعاملة، ويجهلون أن الدين النصيحة، ويتناسون أن الإسلام جملة من المحبة، والمودة، والفضائل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإحسان، والزكاة، والصدقة، وقول المعروف، وصلة الرحم، والتودد، والتعاون، والأخلاق، لا يعرفون أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ونسوا أن الإسلام ينهى عن التفريق بين المرء وزوجه، والأخ وأخيه، نسوا كل محاسن الإسلام، وسلوك الإسلام، وتمسكوا باللحية وكأن الإسلام لحية. لا يعرفون أن اللحية تعبر عن الأمة العربية أحسن تعبير، ونسوا أن أحبار اليهود، ورهبان النصارى، وكفار قريش، والهندوس، والشيوعيين يلتحون، وكذلك البدائيون من الخلق.
والجواب أن يقال: إن صاحب المقال الباطل قد شن الحملة على أهل اللحى وأجلب عليهم بتخليطه الذي حاصله التمويه والتلبيس على ضعفاء البصيرة.
فأما قوله: لا يعرفون أن الدين المعاملة.
فجوابه من وجوه: أحدها أن يقال: ليس الدين المعاملة كما