عَذَابٌ أَلِيمٌ}، فليحذر الكاتب وأمثاله من المتهاونين بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بإعفاء اللحى أن تصيبهم فتنة، أو يصيبهم عذاب أليم.
وأما قوله: لا يعرفون أن اللحية تعبر عن الأمة العربية أحسن تعبير، ونسوا أن أحبار اليهود، ورهبان النصارى، وكفار قريش، والهندوس، والشيوعيين يلتحون.
فالجواب عنه قد تقدم في أول الكتاب فليراجع.
وأما قوله: وكذلك البدائيون من الخلق.
فجوابه أن يقال: إذا كان الكاتب يرى أن من أعفى لحيته فهو من البدائيين، فمعناه أنه يرى أن الراقين هم الذين يحلقون لحاهم. وهذا لا يقوله إنسان يعقل ما يقول، وقد ذكرت فيما تقدم أن إعفاء اللحى من سنن الأنبياء والمرسلين وهديهم الذي أمر الله تبارك وتعالى بالاقتداء بهم فيه، وعلى هذا فهل يقول الكاتب إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من البدائيين؛ لأنه قد أعفى لحيته، وأن الأنبياء والمرسلين كانوا بدائيين لأنهم كانوا يعفون لحاهم، وأن الراقين هم الأكاسرة وقومهم المجوس، ومن يتشبه بهم ويحذو حذوهم