من صعوده، فكيف إن كان بدل الحجارة الرصاص والبارود، فكيف إن كان هذا الرمل يُغطي حصوناً من يابس الصخر ومتين الأبرق (أي الإسمنت المسلح)، فيها المدافع والدبابات وأقوى المتفجرات، فكيف اقتحمها جنود مصر؟! أقوى وأحدث خط دفاع، كلف ٢٨٣ مليون دولار اجتازوه بأقدم وأضعف وسيلة هجوم، بسلم من خشب ثمنه ثلاث دولارات كيف تمت هذه الأعجوبة؟! ... بالإيمان ومعه ما يستلزمه الإيمان ويطلبه العقل والدين من الخطط والسلاح والكتمان، كل هذا لا بدَّ منه، ولكن كل هذا كأعضاء الجسد والإيمان الروح، وفي حرب ٩٦٧ كان عندنا هذا كله ولكن بلا روح الآن جاءت معه الروح، وهو نزول عجيب، لعله مثله نزول الحلفاء على ساحل نورماندي خلال الحرب الأخيرة، بل أعظم، وأحسب أن نزول المصريين يوم ٦ تشرين الأول ٩٧٣ على ضفة القناة الأخرى سيدخل في تاريخ الفن العسكري الذي يدرس في الكلية الحربية.