للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في شارع رامي في دمشق، وفي سوق السراي في بغداد، وفي العشار في البصرة، وعلى السور في بيروت، وعند باب السلام في مكة، وعند الجسر في الدير، وفي شارع الملوك في حيفا ... وفي كل بلد عشت فيه أو مررت به! وكم قرأت مسوّداتها وراء مكتب رئيس التحرير في الإدارة وأمام الآلات في المطبعة! كانت الأيام عندي السبت والأحد ويوم «الرسالة»، وكانت تتبدل عليّ المشاهد ويتغير الرفاق، ولكن الرسالة هي رفيقي الدائم، أذكر كل عدد منها وكل مقالة نشرت فيها وكل مناقشة فيها وكل بحث، ولقد قالت زوجتي أول ما قدمت عليّ: إنني لا ضرة لي، ولكن هذه الرسالة ضرتي!

ثم رأت (وهي من أعقل النساء وأفضلهن) أنها ضرة لا تضر ولا تؤذي.

* * *

كم وضعت فيها من قلبي ومن فكري، ومن مشاهد حياتي ومن ذكرياتي، ومن آلامي ومن آمالي، من سنة ١٩٣٣ إلى اليوم!

ألف عدد، وستعيش الرسالة -إن شاء الله- حتى تبلغ الألف العاشر (١) وحتى تكون من أعلاق المكتبة العربية وكنوزها ... وقد


(١) لم تعِش «الرسالة» بعد نشر هذه المقالة إلا قليلاً، ولم تلبث أن توقف صدورها في السنة التالية (مجاهد).

<<  <   >  >>