الصِّدق حيث وعد الشَّاكرين لما منحوا من النَّعم السَّابقة أن يزيد لهم في الآخرة من المثوبات ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب أحد بمحض فضله وإحسانه كما قال {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: ٧].
(أهلُ) بالرفع نائب الفاعل، أي: أصحاب.
(الجنَّةِ) بالخفض لإِضافته.
(الجنَّةَ) وهي المرة من الجَن، وهو مصدر جَنَّه إذا ستره، سمي به الشجر المظلل لالتفاف أغصانه، للمبالغة، كأنه يستر ما تحته. ثُمّ البُستان؛ لما فيه من الأشجار المتكافة المُظلَّلة. ثُمَّ دارُ الثواب ومقر الأحباب؛ لما فيها من الجِنان.
فيا لها من دار فسيحة الأديم والغِناء، طيبة النسيم والهواء، لا يفنى شبابها؛ ولا تبلى ثيابها، ينقطع نعيمها، ولا يمل مقيمها، أول زمرة يدخلونها على صورة البدر ليلة تمِّه وكماله، ثمَّ الذين يلونهم على صورة أشد كوكب درِّيّ في السَّماء إضاءة، وهكذا على منواله، فهم في الغرفات آمنون، وفي الفردوس خالدون، وعلى الأرائك ينظرون، وعندهم قاصرات الطرف عِينٌ كأنَّهنَّ بيضٌ مكنون، بين أيديهم الغلمان والحور والغرف والقصور يأكلون ويشربون، كلوا واشربوا هنيئًا بما كنتم تعملون، "لا يبولون ولا يتغوَّطون، ولا يمتخطون ولا يبصقون. رَشْحُ أبدانهم المسك، آنيتهم الذهب والفضة، وثيابهم السُّندس والإستبرق، وحليهم