الحمد لله وليّ الصالحين، وصلَّى الله على نبيّه محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن مكانة كتاب "رياض الصالحين" معلومة ومشهورة عند عامَّة النَّاس وخاصَّتِهم، والكلام في الثناء عليه وما نفع الله به يُعتبر من تكرار القول، وقد أشار مؤلفه الإِمام النَّووي رحمه الله تعالى إلى الباعث على تأليفه، وأنه من باب التعاون على البِرِّ والتَّقوى، والدلالة على الخير طمعًا منه رحمه الله في أن ينال مثل أجر فاعله؛ وقد تحقق له مقصوده إن شاء الله، فهو زاد للمسافر والمقيم مشتملًا على ما ينبغي التخلُّق به من الأخلاق، والتمسُّك به من الأقوال والأفعال مغترفًا له من عُباب الكتاب والسنَّة النبوية، ناقلًا لتلك الجواهر من معادنها السَّنية (١).
ولأجل هذا اعتنى به العلماء شرحًا واختصارًا وانتقاءً وتدريسًا.