قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[يونس: ٩] جمع صالحة، وهي من الصفات الغالبة، تجري مجرى الأسماء كالحسنة، وهي من الأعمال ما سوغه الشرع وحسَّنه، والأعمال الصالحة عبارة عن الأعمال التي تحمل النفس على ترك الدنيا وطلب الآخرة.
{يَهْدِيهِمْ} أي: يُرشدهم.
{رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} أي: بسبب إيمانهم إلى سلوك سبيل يؤدِّي إلى الجنَّة، أو لما يريدونه في الجنَّة، أو لإِدراك الحقائق كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَن عمل بما علِم ورَّثه الله علم ما لم يعلَم"(١).
وقال مجاهد: المؤمنون يكون لهم نور يمشي بهم إلى الجنَّة.
ومفهوم ترتُّب الهداية على الإِيمان والعمل الصَّالح، قد دلَّ على أنَّ سبب الهداية هو الإِيمان والعمل الصَّالح، لكن منطوق قوله جلَّ وعلا:{بِإِيمَانِهِمْ} على استقلال الإِيمان بالسببية، وأنَّ العمل الصالح كالتتمة والرديف له.
ولمّا وصفهم تعالى بالإِيمان والأعمال الصالحة بيَّن درجات كراماتهم، ومراتب سعاداتهم، وهي أربعة: