وبين آلي بِعَلى، لم تنله شفاعتي" (١)، وأظهر المُضاف إليه إتيانًا بالأفصح المتفق عليه، وإلَّا فالصحيح جواز إضافته للضمير، وهم بنو هاشم وبنو المطَّلب في باب تحريم الصَّدقة الواجبة، وفي مقام المدح كل مؤمن تقي، وفي الدعاء كل مؤمن ولو كان عاصيًا.
(وأزواجه) جمع زوجة، والأفصح حذف التاء فيها، وعدَّة أزواجه - صلى الله عليه وسلم - المدخول بهن إحدى عشرة، توفي منهن ثنتان في حياته، والتِّسع الباقيات توفي عنهن - صلى الله عليه وسلم -. وقد أفرد لهن المحب الطبري مؤلَّفًا سمَّاه: "السِّمط الثَّمين، في فضائل أُمَّهات المؤمنين".
(وذرِّيَّته) تخصيص بعد تعميم، فإنهم أولاده الذكور والإِناث، وأولاد فاطمة أيضًا، والكل داخلون في المال دخولًا أوَّليًّا فذكرهم كذكر جبريل وميكائيل بعد ذكر الملائكة.
(كما صلَّيت) أي: تجلَّ لنبيك المصطفى المختار بالجمال كما تجلَّيت لإِبراهيم بذلك؛ لأنَّ التجلِّي بالخلَّة والمحبّة من آثار التجلِّي بالجمال، فلذا أمرهم - صلى الله عليه وسلم - أن يسألوا الله أن يصلي عليه كما صلَّى على إبراهيم، أي: اسألوا له التجلِّي بالجمال، وهذا لا يقتضي التسوية فيما بينه وبين الخليل عليه الصلاة والسلام؛ لأنَّه إنما أمرهم أن يسألوا له التجلِّي بالوصف الذي تجلَّى به للخليل.
(١) هذه إشارة لطيفة، وتعليقة منيفة من المصنف الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى، وقد أشار إلى مثل ذلك العلامة محمود شكري الآلوسي في كتابه "الطرة على الغرة" (ص ١٢ - ١٤).