(حميد) أي: حامد لأفعال خلقك بإثابتهم عليها أو محمود بأقوالهم وأفعالهم.
(مجيد) أي: ماجد، وهو الكامل شرفًا وكرمًا، وهما واجبان لك، ولا يسأل هذا المطلب السامي إلَّا الله العظيم سبحانه.
* * *
ولنتشرَّف بذكر نسب سيِّدنا المصنف رحمه الله وطرف من مآثره ومفاخره، فإنه كان علمًا بين أقرانه، فريدًا في عصره وأوانه، له التَّصانيف الجامعة، والتآليف النافعة، بعبارات رائقة، وإشارات فائقة.
لقد جمع شمل العلم بعد شتاته بنور معرفته، وحسن ثباته، شاع ذكر الآفاق واشتهر وذاع علمه في الأقطار وانتشر، فهو شيخ مشايخ الإِسلام، وارث علوم سيَّد الأنام، مُحَرِّرُ دلائل الأحكام، ومميِّز الحلال من الحرام، العالم الجامع، ذو الفيض الهامع، والضياء اللامع، والنُّور السَّاطع سيِّدي أبو زكريا محيي الدِّين يحيى بن شرف الدِّين ابن مُرِي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام الحزامي النَّووي ثُمَّ الدِّمشقي.
والنَّووي نسبة لنوى، والنسبة إليها بحذف الألف على الأصل، ويجوز كتابتها بالألف على العادة.
وقد أقام الشيخ رحمه الله بدمشق نحوًا من ثمانية وعشرين سنة،