وفي هذا القدر، من آثار هذا الحبر كفاية، وإلَّا فهذا بحر عميق ليس إلى ولوج لجَّته طريق.
* * *
هذا وإني أروي كتاب "رياض الصالحين"، عن إمام أهل الحديث وزمام علم التحديث، من أجمعت علماء العصر على جلالته، واتفقت رؤساء الفضل على سيادته، شيخ مشايخ الشَّام، ومُفيد الخاصِّ والعامِّ، من نشرت عليه ألوية العزّ والمجد والهيبة القيومية بجلوسه لدرس الحديث تحت قُبَّة جامع بني أميَّة، العلَّامة الحُجَّة، والفهَّامة المحجَّة، موصل الإِسناد، ومُلْحِقُ الأحفاد بالأجداد، سيِّدي وأُستاذي، وسَنَدي وملاذي، وعمدتي ومعاذي، في سرِّي وجهري، سيِّدي (١) الشيخ عبد الرحمن أفندي ابن سيدي المرحوم الشيخ محمَّد أفندي الكُزْبري، لا زالت العنايات الربانية قاطنة لديه، والفيوضات الإِحسانية واردة عليه، أطال الله فينا بقاءَه، وأدام نفعه ورحم آباءَه، سماعًا لطرف منه من لفظه صاجازة في باقيه كبقية مؤلفات المصنف.
وشيخي المذكور يرويه عن مولانا وسيِّدنا من حاز قصب السبق في بلوغ هذه المرتبة العليَّة، والحصول في أعلا مقام هذه المزية
(١) ذكر هذه الألفاظ المصنف أمام شيخه الكزبري؛ وقد كان حاضرًا ختمه لكتاب "رياض الصالحين"، وفيه مبالغة وإطراء زائد؛ وقد كان المصنف رحمه الله متأثرًا بعصره.