ثُمَّ قال:"وأخذ طرفًا من العلوم العقلية عن عُمدة علماء الدِّيار الشَّامية أبي حنيفة زمانه، وسيبويه وقته وأوانه الأُستاذ الشيخ سعيد أفندي الحلبي فقرأ عليه جُملًا من فن المعقول، وشيئًا من الآداب والأُصول، ولاحت عليه علامة النَّجابة والقبول، وكان محبوبًا عنده، ومُقدَّمًا ومحترمًا لديه ومُكرَّمًا ...
وأخذ الحديث وغيره عن خاتمة المُحَدِّثين، وبقية السَّلفِ الصَّالحين، علم الأعلام، وشيخ الشيوخ في الشَّام العلَّامة الأُستاذ عبد الرحمن الكُزْبري، فإنه أخذ عنه "صحيح البخاري ومسلم" رواية ودرايةً، وبقية الكتب الستة رواية، وحضر عليه كثيرًا من كتب الفقه وغيرها من العلوم كالتوحيد، والتفسير، ولازمه ملازمة فطِنٍ نحرير، وأجازهُ بجميع ما تجوز له روايته وتصح عنه درايته، وكتب له بخطِّهِ إِجازةً بديعةً حاويةً ... ".
ثُمَّ ذكر أنه رحل إِلى الحَجِّ واجتمع ببعض علماء الحرمين، ومنهم: الشيخ يوسف المالكي الصَّاوي المدرس بالمسجد النَّبوي، وقد كتب له الإِجازة بخطه وختمها بختمه.
ورحل إِلى مصر القاهرة مرَّات، واجتمع ببعض أعيان علمائها الثِّقات، من أجلّهم: الشيخ الإِمام ذو التآليف العديدة، والتصانيف المُفيدة، رئيس علماء الأزهر الأستاذ الباجوري إبراهيم، فإنه اجتمع به. وأثنى على فضله وأدبه، وكتب له عام (١٢٧٠ هـ) إِجازةً بها يتغالى. ومنهم: الفاضل النّحرير، والعلَّامة الكبير الشيخ مصطفى