الحمد لله خالق البريَّة، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّه وعلى آله وصحبه أُولي الأخلاق الزكيَّة، والأعمال المرضيَّة.
أمَّا بعد:
فإنَّ الحديث المسلسل بالأوليَّة ممَّا أَولاه علماء الحديث وطلاَّبه العناية والحفاوة؛ إذْ هو أَوَّل حديث يسمعه الطالب من شيخه، ولا سيَّما في القرون المتأخِّرة؛ وقد ألَّفَ فيه جَمْع من العلماء والحفَّاظ تخريجًا وتطريقًا وشرحًا له، وممَّن عني به العلاَّمة الحافظ صفيّ الدِّين محمَّد بن أحمد البخاري، المتوفى سنة ١٢٠٠ هـ، رحمه الله تعالى.
وقد قام بتخريج طرقه والكلام عليه العلاَّمة الشهير محمَّد مرتضى الزَّبيدي، وهو من العلماء الذين عليهم مدار الأسانيد في القرون المتأخِّرة؛ كما أنه كان من العارفين بهذا الفنّ وعلومه.
وقد رأيت من المناسب نشر هذا الجزء إحياءً له، ولاسيَّما أنَّ