ونقلت من خط ابن يربوع قال: نا أبو علي ونقلته من خطه قال: أبو العاص حكم بن محمد بن حكم، ونقلته من خطه قال: ثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم: ثنا أو الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ ـ رحمه الله ـ قال: لما وافى محمد بن إسماعيل البخاري، صاحب الجامع المعروف بالصحيح إلى الري قصد أبا زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، وأبا حاتم محمد بن إدريس، وكانا إمامي المسلمين في وقتهما وزمانهما والمرجوع إليهما في الحديث وعلم ما اختلف فيه الرواة وذكر القصة.
وذكر أبو بكر الخطيب في تاريخه فقال: محمد بن إدريس بن المنذر بن داود ابن مهران أبو حاتم الحنظلي الرازي، كان أحد الأئمة الحافظ الأثبات مشهورًا بالعلم مذكورًا بالفضل، وكان أول كتبه للحديث سنة تسع ومائتين.
روى عنه: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان المصريان وهما أكبر منه سنًا وأقدم منه سماعًا، وأبو زرعة الرازي والدمشقي، وقدم بغداد فروى عنه من أهلها:
أحمد بن منصور الرمادي، وإبراهيم الحربي، وابن ناجية، وأحمد بن صالح ابن إسحاق الوزان، وابن أبي الدنيا والمحاملي، وأبو مخلد، وابن عياش القطان وغيرهم.
روى ابنه عبد الرحمن عنه قال: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، لم أزل أحصى حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته.
قال: سمعت أبي يقول: بقيت بالبصرة سنة أربع عشرة ومائتين ثمانية أشهر، وكان في نفسي أن أقيم سنة (فانقطع) نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي شيئًا بعد شيء حتى بقيت بلا نفقة، ومضيت أطواف مع صديق لي إلى مسجد وأسمع معهم إلى المساء، فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيت خال فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم أصبحت من الغد، وغدا على رفيقي فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم أصبحت من الغد، وغدا على رفيقي فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، فانصرف عني وانصرفت جائعًا، فلما كان الغد غدًا علي فقال: مر بنا إلى السماع فقلت: أنا