سمعت العباس بن عبد العظيم يقول: سمعت روح بن عبد المؤمن يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان علي بن المديني أعلم الناس بحديث سفيان بن عيينة.
وقال مسلمة بن قاسم: ألف علي بن المديني كتاب العلل وكان ضنينًا به لا يخرجه إلى أحد ولا يحدث به لشرفه وعظيم خطره وكثرة فائده وذكر القصة.
وقال ابن أبي خيثمة في تاريخه: وزعم علي بن المديني قال: نظرت فإذا أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذين كانوا يفتون ويحمل عنهم الفقه والعلم ممن له أصحاب يقولون بقوله ويذهبون مذهبه فلم أجد إلا في هؤلاء الثلاثة، فذكر عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس، قال علي: فأما عبد الله بن مسعود وأصحابه الذين كانوا يقولون بقوله ويفتون فتياه ويذهبون مذهبه فهؤلاء الستة الذين سماهم إبراهيم النخعي: علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق، وعبيدة، وعمرو بن شرحبيل، والحارث بن قيس، وذكر إبراهيم أن هؤلاء الستة كانوا يفتون الناس بقول عبد الله ويقرءون بقراءته.
قال علي: وسمعت جريرًا ذكر عن مغيرة قال: دخل عبد الرحمن الأسود على عمر بن عبد العزيز فقال: هذا ابن الذي يقال له عبد الله وصاحبه ـ يعني عبد الله والأسود ـ قال علي:
ثم نظرت فإذا أعلم الناس بهؤلاء الستة إبراهيم النخعي وعامر الشعبي، وكان إبراهيم أذهب إلى قول عبد الله وأصحابه وأفطن بهم علما.
قال علي: ثم نظرت فإذا ليس أحد أعلم بهذا الطريق بعد إبراهيم والشعبي من أبي إسحاق الهمداني وسليمان الأعمش.
قال علي: وكان الأعمش أذهب في هذا الطريق وأعلم بعبد وبأصحابه، وكان أبو إسحاق أقدمها وأكثرهما لقيا لأصحاب عبد الله، ولكن كان سليمان ألزم لهذا الطريق.
قال علي: ثم نظرت فإذا ليس أحد أعلم بهؤلاء وبهذا الطريق من سفيان الثوري.
قال علي: وكان يحيى بن سعيد القطان يحب سفيان ويحب مذهبه ويقدم أصحاب عبد الله بن مسعود.