وبعضنا قالوا: أصل هذا: أن الكل هل يسمى حوتاً أم الحوت اسم للسمك على الخصوص؟ فيه وجهان:
إن قلنا: الكل يسمى حوتاً-: حل الكل؛ وإلا فلا يحل إلا السمك.
والأول أصح؛ إن الكل حوت، وإن اختلفت صورتها: بعضها يشبه الحمار، وبعضها يشبه الكلب والخنزير؛ كما أن الخرتيت يشبه الحية، وهو نوع من السمك-: يحل ميته بالاتفاق.
والوجه الثالث: ما يؤكل جنسه في البر ذكياً: يحل ميتة في البحر؛ مثل: بقر الماء، وشاة الماء، وما لا يؤكل في البر ذكية؛ مثل الحمار والكلب والخنزير-: فلا يحل ميتة في البحر.
فإذا قلنا: لا يحل إلا السمك فإذا ذبح ما يؤكل جنسه في البر؛ مثل بقر الماء؛ وشاة الماء-: هل يحل؟
قال الشيخ- رحمه الله-: يحتمل وجهين:
أحدهما: يحل؛ كالمذبوح من حيوانات البر.
والثاني: لا يحل؛ لأنه ليس بحقيقة بقر، ولا شاة.
وإذا قلنا: يحل ما يؤكل جنسه في البر، هل يذبح المائي؟ قولان، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد، وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً إلى يوم الدين؛ إنه أرحم الراحمين.