للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَرَسُولُهُ» (١).

فَالجَهْمِيَّةُ عِنْدَنَا أَخْبَثُ الزَّنَادِقَةِ؛ لِأَنَّ مَرْجِعَ قَوْلِهِمْ إِلَى التَّعْطِيلِ كَمَذْهَبِ الزَّنَادِقَةِ سَوَاءٌ.

(١٣٨) حَدَّثَنَا القَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَعْمَرِيُّ البَغْدَادِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَن أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: خَطَبَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله القَسْرِيُّ بِوَاسِطَ يَوْمَ أَضْحَى فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، ارْجِعُوا فَضَحُّوا، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ! فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ؛ إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَتَّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَلَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمًا. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ عُلُوًّا كَبِيرًا». ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِ فَذَبَحَهُ (٢).


(١) حسن، أخرجه المصنف كذلك في الرد على الجهمية (١٩٨)، ويحيى الحماني وإن كان تكلم فيه، لكن تابعه عليه خلاد بن أسلم، كما أخرجه البزار في مسنده (٥٧٠)، وخلاد وثقه الدارقطني والنسائي وغيرهما، وأبو بكر بن عياش أقل أحواله أنه صدوق، وباقي رجاله ثقات.
(٢) أخرجه المصنف كذلك في الرد على الجهمية (١)، والبخاري في التاريخ الكبير (١/ ٦٤)، وفي خلق أفعال العباد (ص ١٩)، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ٢٠٥ - ٢٠٦)، وفي الأسماء والصفات (٥٦٩)، وغيرهم؛ من طريق عبد الرحمن بن محمد بن حبيب بن أبي حبيب عن أبيه عن جده، وعبد الرحمن مقبول وأبوه مجهول وجده صدوق يخطئ كما ذكر الحافظ رحمه الله؛ فهذا إسناد ضعيف.
لكن للخبر طريق آخر فقد أخرجه ابن أبي حاتم في كتاب «الرد على الجهمية» له -كما في كتاب العلو للعلي الغفار للذهبي (ص ١٣١) - قال: حدثنا عيسى بن أبي عمران الرملي، حدثنا أيوب بن سويد، عن السري بن يحيى قال: خطبنا خالد، فذكر القصة، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أيوب بن سويد، قال الحافظ: صدوق يخطئ. قلت: ولكنه إلى الضعف أقرب فالقصة إسنادها محتمل للتحسين إن شاء الله، لاسيما وقد رواها الأئمة في كتبهم، واحتجوا بها.

<<  <   >  >>