وقال أبو نعيم بعد رواية الحديث: «هذا حديث غريب، تفرد به عطاء عن مرة، وعنه حماد بن سلمة». وقد أعل الدارقطني هذه الرواية كما في العلل (٥/ ٢٦٦)، ورجح أن الصحيح رواية أبي الكنود، عن ابن مسعود، موقوفًا. (٢) أخرجه البخاري (٣٠١٠)، عن محمد بن بشار، قال حدثنا غندر، وأحمد (٩٨٨٩)، عن غندر، عن شعبة، به. (٣) أخرجه أبو داود (٢٦٠٢)، والترمذي (٣٤٤٦)، والطيالسي (١٣٤)، من طريق أبي الأحوص، وأخرجه عبد الرزاق في التفسير (٣/ ١٦٥)، عن معمر، وأخرجه أحمد (٧٥٣)، من طريق شريك، وفي (١٠٥٦)، من طريق إسرائيل، وأخرجه أبو يعلى (٥٨٦)، من طريق منصور، خمستهم وغيرهم عن أبي إسحاق السبيعي، به. وهذا الإسناد ظاهره الصحة إلا أن أبا إسحاق لم يسمع من علي بن ربيعة، قال الدارقطني في= = العلل (٤/ ٦١): «وأبو إسحاق لم يسمع هذا الحديث من علي بن ربيعة يبين ذلك ما رواه عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، قال: قلت لأبي إسحاق: سمعته من علي بن ربيعة؟ فقال: حدثني يونس بن خباب، عن رجل عنه».اهـ. قلت: قد دلسه أبو إسحاق إذن وأسقط منه رجلين، أحدهما يونس بن خباب، قال البخاري: منكر الحديث، والثاني مبهم. وقد روى هذا الحديث الطبراني في الأوسط (١٧٥)، من طريق يونس بن خباب هذا، عن شقيق الأزدي، عن علي بن ربيعة، به. فتبين لنا الرجا المبهم الذي أشار إليه أبو إسحاق، ألا وهو شقيق وهو بن عقبة الأسدي، كما ذكر الدارقطني في العلل. وأخرج البزار (٧٧١)، من طريق أبي عاصم النبيل، وابن أبي شيبة (٢٩٨٩٢)، عن أبي نعيم الفضل، كلاهما عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفير، عن علي بن ربيعة، به. قلت: وإسماعيل ممن يكتب حديثه كما ذكر البخاري، وابن عدي. وأخرج الحاكم (٢/ ١٠٨)، وابن بطة في الإبانة (٧/ ١٠٤)، من طريق فضيل بن مرزوق، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن علي بن ربيعة، به. وهذا إسناد حسن. قلت: لذلك قال الدارقطني في العلل (٤/ ٦٢): «وأحسنها إسنادا حديث المنهال بن عمرو، عن علي بن ربيعة». قلت: فهذه طريق علي بن ربيعة لهذا الحديث.
وقد توبع، تابعه الحارث الأعور، كما أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٤٩٩)، من طريق أبي إسحاق السبيعى، عنه، عن علي بن أبي طالب. وإسناده ثقات إلا الحارث الأعور فإنه ضعيف وقد رمي بالرفض، فضلا عن عنعنة أبي إسحاق، وقد عانينا منها قبل قليل. قلت: لكن هذه الطرق ترقي الحديث إلى درجة الحسن على أقل الأحوال، والله أعلم.