للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلى ببلاء في الدنيا كُفِّرَ به عنه. فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور.

ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح.

ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله.

[وجوب التصديق بكرامات الأولياء]

ومن أصول أهل السنة: التصديق بكرامات الأولياء (١) وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة


(١) كرامات أولياء الله المتقين من عباده الصالحين من الأولين والآخرين ثابتة بالكتاب والسنة، وقد أخبر الله بها في كتابه، وعرف عباده بما أكرم به أصحاب الكهف ومريم بنت عمران وآصف بن برخيا، وكذلك ثبت في كتب أهل السنة ما أكرم به عمر بن الخطاب وأُسيد بن حضير والعلاء بن الحضرمي وغيرهم مما هو مفصل في لوائح الأنوار وغيره. ومن أراد تفصيل ما أشرنا إليه فليراجع اللوائح والفرقان لشيخ الإسلام ابن تيمية وشرح الخمسين لابن رجب وغيرها، حيث إن هذه الحاشية لا تتسع لبسط ذلك، وقد عد أهل السنة من أنكر كرامات الأولياء وخوارق العادات من أهل البدع لمخالفته الدليل.
(تنبيه) لا تظن أيها القاريء أن أصحاب الطرق المبتدعة الذين يسالمون الحيات ويمسكونها ويدخلون النار تخييلاً ويضربون أنفسهم بالسلاح كذباً وتدجيلا من أولياء الله، بل هم من أولياء الشيطان، نعوذ بالله من أفعالهم ونبرأ إلى الله منهم ومن أحوالهم.

<<  <   >  >>