لسنا نشبه وصفَه بصفاتنا ... إن المشبِّه عابدُ الأوثان كلاّ ولا نُخليه من أوصافنا ... إن المعطِّل عابدُ البهتان من شبَّه الله العظيم بخلقه ... فهو الشبيه لمشْركٍ نصراني أو عطَّل الرحمن من أوصافه ... فهو الكفور وليس ذا الإيمان (١) الإلحاد إما يكون بجحدها وإنكارها، وإما بجحد معانيها وتعطيلها، وإما بتحريفها عن الصواب وإخراجها عن الحق بالتأويلات، وإما بجعلها اسماً لهذه المخلوقات كإلحاد أهل الإلحاد. (٢) لأن الصفة تابعة للموصوف فكما أن الموصوف سبحانه لا تعلم كيفية ذاته فكذلك لا تعلم كيفية صفاته مع أنها ثابتة في نفس الأمر. (٣) أي مثيلاً ونظيراً يستحق اسمه وموصوفاً يستحق صفته على التحقيق، وليس المعنى ما نجد من يتسمى باسمه إذ أن كثيراً من أسمائه قد يطلق على غيره لكن ليس معناه إذا استعمل فيه كان معناه كما إذا استعمل في غيره. (٤) الأنداد: الأمثال والنظراء، فكل من صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله رغبة فيه أو رهبة منه فقد اتخذه نداً لله لأنه أشرك مع الله فيما لا يستحقه غيره وذلك كحال عباد الأموات الذين يستعينون بهم وينذرون لهم ويحلفون بأسمائهم.