فهو سبحانه كما أخبر عن نفسه فوق مخلوقاته مستو على عرشه وقد عبر أهل السنة عن ذلك بأربع عبارات ومعناها واحد وقد ذكرها ابن القيم في النونية حيث قال: فلهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان وهي استقر وقد علا وكذلك ار ... تفع الذي ما فيه من نكران وكذاك قد صعد الذي هو رابع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن والأشعري يقول تفسير استوى ... بحقيقة استولى من البهتان (تنبيه) وقع في بعض الكتب التي زعم مؤلفوها أنها على مذهب السلف عبارة باطلة وهي كما في رسالة نجاة الخلف في اعتقاد السلف قال: فالله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان قبل خلق المكان اهـ
وهذا إنما يقوله من لم يؤمن باستواء الرب على عرشه من المعطلة، والحق أن يقال: إن الله تعالى كان وليس معه غيره ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وكان عرشه على الماء ثم استوى على العرش، وثم هنا للترتيب لا لمجرد العطف. قال ابن القيم في النونية: والله كان وليس شيء غيره ويرى البرية وهي ذو حدثان وقال غيره: قضى خلقه ثم استوى فوق عرشه ... ومن علمه لم يخل في الأرض موضع (٢) قوله: في سبعة مواضع: وقد بينها ابن عدوان في نظمه لهذه العقيدة فقال: وذكر استواء الله في كلماته ... على العرش في سبع مواضع فاعدد ففي سورة الأعراف ثمت يونس ... وفي الرعد مع طه فللعد أكد وفي سورة الفرقان ثمت سجدة ... كذا في الحديد افهمه فهم مؤيد