للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتُرْفَع. فقالت لبنيها: عليكم بالقراطِف، وهي القُطُف. وعليكم بهذه الأوعية، فيها لحم، فاغْنَموها. ولا وَجْه لأوعيَة الخَلّ في الغنائم.

* * *

٣٤ - وقال أبو عبيد (١) في حديث عُمَر -رضي الله عنه-: "إنَّه كان يَنْهَى عن المُكايَلة".

قال أبو عبيد (٢): معناه، المُقَايَسة بالقول. وأصل ذلك أنْ تكيل له كما يكيل لك (٣). وتقول له كما يقول لك. وتكون في الفعل. وهو أنْ تكافئ بالسوء.

هذا معنى قول أبي عبيد.

قال أبو محمد: ليست المكافأة بالسوء أوْلَى بالمُكايَلة من المكافأة بالخير. وكل من وازنْته بشيء، كان منه، فقد كايلْتَه. وإنَّما أراد عمر أن لا يقايس في الدين ويكايل. أي: يوازن الشيء بالشيء (٤). ويترك العمل على الأثر. كذلك رأيت أهل النَّظَر يقولون في هذا الحديث (٥).

* * *


(١) غريب الحديث ٣/ ٤٠٨؛ وفيه: أنه نهى عن المكايلة. والحديث في: الفائق ٢/ ٤٤٠؛ ومسند عمر (ص/١٩٥١؛ الجامع الكبير للسيوطي - مخطوط)، والنهاية ٤/ ٢١٩.
(٢) قال أبو عبيد: والمحدثون يفسرونه المقايسة.
(٣) أي: هو مأخوذ من الكيل في الكلام. ينظر: اللسان (ك/ ي/ ل).
(٤) سقطت من: ظـ.
(٥) ينظر: الفائق، والنهاية.

<<  <   >  >>