وقالوا وسع يسع ووطئ يطأ وهما شاذان ليس في هذه البنية غيرهما مما تسقط الواو في مضارعه وهو مفتوح العين، قال سيبويه: بنوهما على يفعل لتسقط الواو كورم يرم وولى يلي، ثم فتحوا لمكان العين فصار كوضع يضع وأما قولهم: رضي فأصل الياء فيه واو رضو فانقلبت ياءً لانكسار ما قبلها؛ لأنه من الرضوان ومثله شقي وغبي وقوي؛ لأنه من الشقاوة والغباوة والقوة، ومضارع ذلك يقوى ويرضى ويغبى ويشفى. وقد قالوا: سرو يسرو وبهو ييهوٍ وبذو يبذو فصحت الواو لما انضم ما قبلها كما انقلبت ياءً لكسرة ما قبلها، وقد حكى أبو زيد سرو الرجل وسَرَى وسَرِى ثلاث لغات، وكما انقلبت ألفا لما انفتح ما قبلها.
وأما ما كان ماضيه على (فعل) فمضارعه يأتي على (يفعل) بالضم نحو كرم يكرم وشرف يشرف ما خلا حرفاً واحداً حكاه سيبويه وهو كدت تكاد بضم الكاف في الماضي وفتحها في المضارع وهو شاذ والجيد كدت تكاد مثل نمت تنام، وحكى غيره دمت تدام ومت تمات وحدت تحاد.
وحكى الزجاج أيضاً عن العرب فعل يفعل بضم الماضي وفتح المضارع وذلك قولهم: لبيت تلب، وحكاه اليزيديه أيضاً ولا نظير له في كلام العرب وحكى لبيت تلب بكسر عين الماضي وضمها في المستقبل، وحكاه يونس لبيت تلب بضمهما جميعاً والأعم لببت تلب بكسر الماضي وفتح