زواله إلى زوال النهار، ثم قلب الكلام فقال زال زوالها، فجعل التأنيث الذي يجب أن يكون في زال الزوال، كما قال الشاعر:
كانَ الزًناء فَرِ يضَةَ الرّجْم
وقال بعضهم: هو خبر وليس بدعاء ومعناه؛ ما بال حظنا من سمية بالليل قد زال كما زالت، وإنما يريد تأخير الخيال الذي كان يقوم مقامها فنستريح إليه، وعلة تأخر الخيال عنه انه سهر لفراقها فلم ينم فيبصره.
وقال: وقد يجوز أن يكون دعاء على الليل إذ فاته حظه منها فيه.
وقال أبو عمرو: أنا أرويه/ زال زوالهيها/ بالرفع، وإن كان إقواء، وعلى هذا يكو دعاء على المرأة بالهلاك وأن تذهب من الدنيا ونزول عن أعين الناظرين، والأعشى أفحل شعرا من أن يقوي.
وقال بعضهم: هو دعاء منه لسميئة لا لاعليها؛ زال ما تهم به من صرمنا في النهار والليل كما زالت هي أي زال عنها همها بذلك.
وقال بعضهم: هو إخبار عن الليل وفيه تقدير، فكان زال زوالها، أي كان الليل الذي كان لنا منها وقد زال زوالها. وهذا كما تقول مالي مع فلان ليل ولا نهار، وإنما تعني: مالي مع فلان حظ من الليل ولا من النهار، ولست تعني أن هناك نهارا ولا ليلا، وهذا مثل: يلوينني ديني.