يجز دخول (أنّ) في الكلام. ألا ترى أنّ (أنّ) مدخل لها في الأفعال، وكذلك أخوات (أنّ)، فإن قلت فقد أنشد أبو زيد:
٦ - فليت دفعت الهم عني ساعة
فبتنا على ما خليِّلت ناعمي بال
وأنشد أبو عبيدة:
٧ - فليت كفافا كان خيرك كلُّه
وشرُّك كان عني ما ارتوى الماء مرتوي
ومن أبيات الكتاب:
٨ - فلو أنّ حقّ اليوم منكم إقامة
وإن كان سرج قد مضى فتسرعا
فإنَّ ذلك من الضرورات في الشعر للحاجة إلى إقامة الوزن، وهو يجيء على تقدير الحذف لاسم - (إنَّ) المنصوب. فأما الفعل، فلا مدخل لهذه الحروف عليه، لأنها مشبهة به، وعاملة عمله. وكما لا يدخل فعل على فعل بلا واسطة إسم، كذلك لا يدخل شيء من هذه الحروف على الفعل، فلا يجوز إذًا أن يكون الفعل مراداً هنا، ولا يجوز أيضًا أن يكون المراد الإسم، لأنَّ الإسم لو كان مرادًا،