فإن أضمرت في قول الفرزدق، الجار لتقدم ذكره كما ذهب إليه بعض الناس في قوله:" ... وإختلاف الليل والنهار لآيات ... "، لم يخلص مع ذلك من عيب آخر، وهو الفصل بين المعطوف وحرف العطف وذلك ما لا تكاد تجده في مصطلح حال السعة والاختيار. فأما قراءة من قرأ: ومن وراء إسحاق يعقوب" بالفتح، فلا يخلو من أن تعطفه على الباء الجارة، كأنه أراد أنها بشرت بهما أو لحمله على موضع الجار والمجرور على حد من قرأ "وحور عين" بعد "يطوف عليهم .... وكأس ... ".
والوجه الأول ليس بالسهل، لأن الواو عاطفة على حرف الجر، وقد فصل بينهما، وبين المعطوف بها بالظرف، والآخر أيضا كذلك، وأن كان الأول أفحش وهذا كما أعلمتك إنما تجده في الشعر، وعلى هذا قوله:
٣٥ - أبو خش يؤرقنا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ففصل بالظرف أيضًا بينهما، وفيه ضرورة أخرى، وهي أنه رخِّم في غير النداء. ومن زعم أن ذلك محمول على الفعل على غير وجه الترخيم. فما روته