٧٨٠ - ابن عساكر (١): أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الشافعي حدثنا نصر بن إبراهيم لفظًا أخبرنا أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد العمري قراءة عليه حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن غسان حدثنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن جعفر الرامهرمزي حدثنا أبو بكر الحداد حدثنا محمد بن عيسى الرازي بالعقيق حدثني أبو أحمد عبد الله بن محمد حدثني هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: كُنْتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منزل أبي أيوب الأنصاري. قال: فتلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} (٢). فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تغرغرت -يعني عينيه- قلتُ: يا رسول الله ما تفسير هذه الآية {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا}؟ فبكى حتَّى
⦗٦٤٧⦘
غشي عليه ثم أفاق، فإذا هو ينتفض ويفيض عرقًا. ثم قلتُ: يا رسول الله ما قوله {فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا}؟ قال: (يا معاذ لقد سألتَني عن أمرٍ عظيم). وبكى حتَّى ظننتُ أنّي قد أسأتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أقبل عليَّ فقال: (يا معاذ هل تدري عمَّ سألتَ؟) قلتُ: أخبر في يا رسول الله عن قوله {فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا}. قال: (إنّك أوّل مَن سألني عنها؛ إذا كان يوم القيامة تُجَزّأ أمّتي عشرة أجزاء يُحشَرون على عشرة أفواج: صنفٌ على صورة القردة، وصنفٌ على صورة الخنازير، وصنفٌ على صورة الكلاب، وصنفٌ على صورة الحُمُر، وصنفٌ على صورة الذر، وصنفٌ على صورة البهائم، وصنفٌ على صورة السِّباع، وصنفٌ يُحشَرون على وجوههم، وصنفٌ ركبان، وصنفٌ مشاة. فأمّا الذين يُحشَرون على صورة القردة فهم قومٌ مِن هذه الأمّة يُسمَّون القدرية). قلتُ: يا رسول الله وما علاماتهم (٣) وقولهم؟ قال: (يا معاذ إنّهم مشركو أمّتي، يزعمون أنّ الله تعالى قدَّر بعض الأشياء ولم يقدِّر بعضها، وأنّ المعاصي ليست بمخلوقة (٤)، أولئك مشركو هذه الأمّة، يعذِّبهم اللهُ تعالى في النار على صورة القردة).
(قال) (٥): قلتُ: يا رسول الله فمَن هؤلاء الذين يُحشرون على صورة الخنازير؟ قال: (يا معاذ أولئك آفة أهل الإسلام وهلاك الدين، المكذِّبين (٦) بما جئتُ به). فقلتُ: من هم؟ قال: (قومٌ يُسمَّون بالمرجئة). قلتُ: يا رسول الله وما علاماتهم (٧) وقولهم؟ قال: (يا معاذ إنّهم يزعمون أنّ الإيمان قولٌ، لا يضرّهم مع القول (٨) كثرة المعاصي،
⦗٦٤٨⦘
كما لا ينفع أهلَ الشرك كثرةٌ مِن صالح الأعمال، أولئك يعذِّبهم اللهُ عز وجل في النار مع هامان في صورة الخنازير).
قلتُ: يا رسول الله فما الصنف الذين يُحشرون على صورة الكلاب؟ قال: (يا معاذ أولئك قومٌ مِن أهل الدعوة مرقوا مِن الدين واستحلّوا دماء أمَّتي واستباحوا حريمهم وتبرؤوا مِن أصحابي، يُسمَّون بالحرورية، أولئك كلاب النار -ثلاثًا-، لو قُسم عذابهم على الثقلين لأوسعهم (٩)، لهم في الدنيا (١٠) نباحٌ كنباح الكلاب).
قلتُ: يا رسول الله فما الصنف الذين يُحشَرون على صورة الحُمُر؟ قال: (صنفٌ مِن هذه الأمّة يُسمَّون الرافضة). قلتُ: يا رسول الله فما علاماتهم؟ قال: (إنّهم مشركون ينتحلون حُبَّنا ويتبرؤون مِن أبي بكر وعمر ويشتمونهما، لهم نبز، لا يرون جمعة ولا جماعة، أولئك في النار شرٌّ مكانًا). قلنا: يا رسول الله أليس هؤلاء الأصناف مؤمنون (١١)؟ قال: (يا معاذ وما نفعهم إيمانُهم شيئًا إذا تركوا الإيمان وخالفوا ما جئتُ به؟. أولئك لا تنالهم شفاعتي).
قلتُ: يا رسول الله فما الصنف الذين يُحشرون على صورة السباع؟ قال: (يا معاذ زنادقة أمّتي). قلتُ: يا رسول الله صِفهم وما قولهم؟ قال: (ينكرون حوضي وشفاعتي ويكفرون بفضائلي، ألا إنّ الله عز وجل -يعني- جعل منهم قومًا يُحشَرون عطاشًا إلى النار على صورة السباع). [قلتُ: يا رسول الله أتنفعهم شفاعتك؟ قال: (يا معاذ وكيف تنفعهم شفاعتي ولم يقرّوا بشفاعتي؟)] (١٢).
⦗٦٤٩⦘
قلتُ: يا رسول الله فما الصنف الذين يُحشَرون على صورة الذر؟ قال: (يا معاذ المتكبِّرون المتعظِّمون (١٣) مِن أمَّتي، وأصحاب البغي على أمَّتي، وأصحاب التطاول، يُحشرون على صورة الذر [إلى النار]) (١٤).
قلتُ: يا رسول الله فما الصنف الذين يُحشَرون على صورة البهائم؟ قال: (أولئك أكَلة الربا الذين لا يقومون إلا كما يقوم الَّذي يتخبَّطه الشيطان مِن المسّ).
قلتُ: يا رسول الله فما الصنف الذين يُحشرون على وجوههم؟ قال: (أولئك المصوِّرون والهمّازون واللّمازون والسعاة مِن هذه الأمّة) (١٥).
قلتُ: يا رسول الله فما الصنف الذين يُحشَرون مشاة؟ قال: (أولئك أهل اليمين).
قلتُ: فما الذين (١٦) يُحشَرون ركوبًا؟ قال: (أولئك المقرّبون يُحشرون إلى جنّات عدن) (١٧).
قال ابن عساكر: هذا حديث منكر وفي إسناده غير واحدٍ مِن المجهولين.
(١) تاريخ دمشق (٣٢/ ٣٨٣ - ٣٨٥) ترجمة عبد الله بن محمد أبي أحمد.
(٢) سورة النبأ: الآية (١٨).
(٣) في (د) و (ف) و (م): (وما علامتهم).
(٤) في التاريخ: (ليست مخلوقة له).
(٥) ما بين قوسين ليس في (د) و (ف) و (م).
(٦) كذا في التاريخ، وفي التنزيه: (المكذبون).
(٧) في (د) و (ف) و (م): (وما علامتهم).
(٨) في (م): (مع الإيمان).
(٩) في التنزيه: (لوسعهم).
(١٠) كذا في التاريخ، وفي التنزيه: (في النار).
(١١) كذا في جميع النسخ وتاريخ دمشق ومختصره، وفي التنزيه: (مؤمنين).
(١٢) ما بين معقوفتين سقط من (ف) و (م).
(١٣) في التنزيه: (المتعاظمون).
(١٤) ما بين قوسين سقط من (د) و (ف) و (م).
(١٥) في التنزيه: (اللمازون بتقاة هذه الأمة).
(١٦) في التاريخ: (ففي الصنف الذين).
(١٧) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (٢/ ٣٨٩) رقم ٤١.
ورواه ابن مردويه [كما في تخريج أحاديث الكشاف ص ١٨١، والدر المنثور (١٥/ ١٩٧ - ١٩٨)، والثعلبي في تفسيره (١٠/ ١١٥) مِن وجهٍ آخر عن معاذ نحوه.
قال الحافظ ابن حجر: (هو ظاهر الوضع) لسان الميزان (٧/ ١٤٢) ترجمة محمد بن زهير بن عطية السلمي.
