للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ} (١) دلت الآية بمفهومها على أنه لو لم يخرج من العهدة -بأمرهم ونهيهم- لكان ملومًا.

قال صلى الله عليه وسلم «الدِّينُ النَّصِيحةُ -ثلاثًا-، قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» (٢) (٣) فمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فقد أدى النصيحة التي هي الدين، بعد استقامته هو على ما يأمر به وينهى عنه وامتثاله لذلك.

٣- رجاء انتفاع المأمور والمنهي بتقوى الله تعالى باجتناب المنهيات وفعل المأمورات:

كما قال تعالى عن الفرقة الناهية في قصة أصحاب السبت {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (٤) وقال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (٥) .

وقال تعالى في بيان من ينتفع: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} (٦) .


(١) سورة الذاريات آية: ٥٤.
(٢) مسلم: الإيمان (٥٥) , والنسائي: البيعة (٤١٩٧) , وأبو داود: الأدب (٤٩٤٤) , وأحمد (٤ / ١٠٢) .
(٣) الحديث رواه مسلم وهو في الأربعين النووية.
(٤) سورة الأعراف آية: ١٦٤.
(٥) سورة الذاريات آية: ٥٥.
(٦) سورة الأعلى آية: ١٠.

<<  <   >  >>