للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- تقسيم الهجر وبيان الشرعي من غيره:

والهجر نوعان:

أحدهما: هجر لحقِّ النفس وحظها.

والثاني: هجر لحقِّ الله.

فالأول: غير مشروع ولا مأمور به، بل منهي عنه؛ لأن المؤمنين أخوة، كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (١) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ» (٢) (٣) وفي الحديث الصحيح: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْ عُضْوٍ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ» (٤) (٥) .


(١) سورة الحجرات آية: ١٠.
(٢) البخاري: الأدب (٦٠٦٥) , ومسلم: البر والصلة والآداب (٢٥٥٩) , والترمذي: البر والصلة (١٩٣٥) , وأبو داود: الأدب (٤٩١٠) , وأحمد (٣ / ١١٠) , ومالك: الجامع (١٦٨٣) .
(٣) الحديث رواه مسلم وهو في الأربعين النووية.
(٤) البخاري: الأدب (٦٠١١) , ومسلم: البر والصلة والآداب (٢٥٨٦) , وأحمد (٤ / ٢٦٨,٤ / ٢٧٠,٤ / ٢٧٨,٤ / ٣٧٥) .
(٥) الحديث رواه أحمد في المسند وأخرجه مسلم.

<<  <   >  >>