للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد صح في صحيح البخاري أن عليا رضي الله عنه قد حرّقهم في النار وانتهى أمرهم وانقطع دابرهم، وسكتوا بعد ذلك فترة طويلة من الزمن، وهي فترة خلافة علي والحسن ومعاوية يعني قريبا من ٢٥ سنة هذه الفترة الطويلة، وفي فترة خلافة يزيد بدأت تظهر من جديد وراسلوا الحسين رضي الله عنه ليأتي ويبايعوه لأنه لم يبايع ليزيد، وفي هذه الفترة كذلك لم يكن لهم مذهب خاص ولا فكر خاص ولا كتب فقهية ولا كانوا يقولون بتحرف القرآن أبدا ما كان يوجد شيء من ذلك، وإنما كانت حركة سياسية أكثر من أن كانت حركة دينية، وإنما سياستهم ميل لعلي رضي الله عنه وأرضاه، ولذلك لك يكن لهم فقه يخالف فقه أهل السنة ولا منهج يخالف منهج أهل السنة، وإنما لهم سياسة، محبة لعلي وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وودّ مبالغ فيه، ولذلك لما مات يزيد بعد مقتل الحسين رضي الله عنه خانوه قالوا له: تعال نحن ننصركم، ثم خانوه حتى قتل شهيدا سعيدا رضي الله عنه وأرضاه، ثم خمدت نارهم إلى أن مات يزيد، وأعلن عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على المسلمين قاموا بثورة بجيش يقال له جيش التوابين بقيادة المختار بن أبي عبيد وسليمان بن صُرَد وقتلوا عبيد الله بن زياد، ثم بعد ذلك استمرت قضية خروجهم على الخلافة بعد ان جاءت الخلافة لبني أمية من جديد عن طريق بني مروان، وفي عهد عبد الملك بن مروان والوليد هناك صار الحجاج واليا وقتلهم لأنه كانوا يخرجون عن الولاية، فنحن لا ندافع عن الحجاج أيضا لأنه قتلهم، ولكن نقول هم يرغمون الحجاج على قتالهم لأنهم يخرجون على الخلافة في ذلك الوقت، فليس لأنهم أتباع علي كان يقتلهم، ولكن لأنهم كانوا يقاتلونهم أصلا، والحجاج نحن لا ندافع عنه بل المشهور عند أهل العلم أن الحجاج كان ناصبيا ولم يكن يحب أهل البيت فنحن لا ندافع عنه ولا نحبه.

<<  <   >  >>