للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما السؤال الأخير: وهو ما جاء عن عائشة رضي الله عنها، وقولك: من أين جئت بأن النبي صلى الله عليه وسلم يبول كما تبول النساء أو ما شابه ذلك؟. فهذا موجود في صحيح البخاري، ذكره صاحب فتح الباري الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – عند الحديث رقم ٢٢٤ (قال حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الاعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم سُباطة قوم فبال قائما، ثم دعا بماء فجئته فتوضأ) ثم لما جاء الحافظ ابن حجر يشرح هذا الحديث يقول: (قال ابن بطّال: دلالة الحديث على القعود بطريق الأَولى، لأنه إذا جاز قائما فقاعدا أجود. قلت – أي ابن حجر -: ويحتمل أن يكون أشار إلى حديث عبد الرحمن بن حسنة الذي أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما فإن فيه بال رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، فقلنا: انظروا إليه يبول كما تبول المرأة، وحكى ابن ماجه عن بعض مشايخه أنه قال: (كان من شأن العرب البول قائما، ألا تراه يقول في حديث عبد الرحمن بن حسنة (قعد يبول كما تبول المرأة) ، وفي حديث حذيفة (فقام كما يقوم أحدكم)) . فالشاهد من هذا أن بول النبي صلى الله عليه وسلم قائما هذا لا يعيبه ولا يضره صلوات الله وسلامه عليه، وأنا أعرف أن الشيعة يشنعون كثرا على هذه القضية - وهي كيف تقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم بال واقفا – وكأننا قلنا بتحريف القرآن والعياذ بالله كما يقول غيرنا، فحديث عائشة رضي الله عنها صحيح وهي تحدث بما رأته وهذا حق تقول: (من حدثكم أن الرسول بال قائما لا تصدقوه، ما كان يبول إلا جالسا) هذا حق هي تحدث بما تعلم وحذيفة حدّث بما يعلم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول قائما، ولو كانت عائشة رضي الله عنها موجودة في هذا الوقت لقلنا نعم صحيح، لكن كون عائشة غير موجودة وحذيفة موجود فنقول: عائشة حدثت بما رأت وحذيفة حدث بما رأى، وكلاهما صدق والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد

<<  <   >  >>