الحلم هو ضبط النفس عند الغضب، والصبر على الأذى، من غير ضعف ولا عجز ابتغاء وجه الله تعالى وتتفاوت قدرات الناس في ضبط النفس، والصبر على الأذى، فمنهم من يكون سريع الانفعال ويقابل الأذى دون النظر في العواقب، ومنهم من يتمالك نفسه، ويكبح جماح غضبه، ويتحلى بالصبر والحلم ويتلمس الأعذار والمبررات لمن أساء إليه، وهذا هو الرجل الحليم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه رضوان الله عليهم بالتحلي بالحلم في تعاملهم، ويحثهم عليه بنفس القدر الذي يحثهم على طلب العلم وكان مع ما أعطاه الله من خلق عظيم وصفات حميدة يدعو الله بأن يجعل الحلم زينة له فيقول:«اللهم أغنني بالعلم، وزيني بالحلم، وأكرمني بالتقوى، وجملني بالعافية» كما يرفع الله تعالى منزلة الرجل الحليم، فإنه يناصره ويقف إلى جواره أمام من يعاديه، فقد روي «أن رجلا جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، ويجهلون علي، وأحلم عنهم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: إن كان كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك» ويعد الحلم