الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا أصحابه، كيف يكون الحلم بالجاهلين وكيف يكون الرفق بهم. ومن حلم الرسول صلى الله عليه وسلم عدم دعائه على الذين آذوه من قومه، وقد كان باستطاعته أن يدعو عليهم، فيهلكهم الله، ولحلمه بهم غاية يهدف إليها فهو يرحمهم لعلهم بعد مدة يؤمنون فينجون من عذاب النار، فيحلم بهم رجاء إصلاحهم روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال:«كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء صلوات الله عليهم، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» والغضب هو مفتاح الشر، فالشخص الذي يغضب سريعا، كثيرا ما تصدر عنه تصرفات خاطئة، لذا روي أن أبا الدرداء قال:«يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم لا تغضب ولك الجنة» وقد مدح عليه الصلاة والسلام أشبح عبد القيس فقال: «إنك فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة» ومن أن عمر بن عبد العزيز دخل المسجد في أحد الليالي، وكان مظلما لا نور فيه فعثر برجل نائم، فرفع الرجل رأسه إليه وقال: أمجنون أنت؟ فقال عمر بن عبد العزيز: لا، فهم