للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الرسول لا يملك من أمر الوحي شيئا]

فالوحي قوة خارجة عن ذات النبي لا يملك التصرف فيها بما شاء، ومما يؤكد ذلك أنه كانت تنزل بالنبي أو بأحد ممن حوله أحيانا نوازل تتطلب حلا سريعا، لكنه لا يجد فيها قرآنا يقرؤه على الناس، فيلتزم الصمت، وينتظر، وربما طال الانتظار، وهو في حاجة ملحة للجواب والفرج , لحكمة يعلمها الله تعالى. مثال ذلك: حادثة الإفك، وهي الفرية على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم من قبل بعض المنافقين بما هي بريئة منه، وأخذ الناس يلوكون عرض النبي النقي، حتى بلغت القلوب الحناجر، وهو لا يملك أن ينهي هذه المشكلة، بل غاية ما قاله: «يا عائشة، أما إنه بلغني كذا وكذا "، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله» . ومضى شهر بأكمله، حتى نزل الوحي ببراءة عائشة، وطهارة بيت النبوة وخلاصة الأمر: أن الوحي حالة غير اختيارية، وعارض غير عادي وقوة خارجية، وهو قوة عالمة، لأنها توحي علمًا، وهو قوة خيرة معصومة، لأنه لا يأتي إلا بالحق، ولا يأمر إلا بالرشد.

<<  <   >  >>